صَدَقَ في جواب قلنا: خرج به العرض العام لأن العرض العام هذا لا يكون في جواب لا يقع في جواب. أيُّ شيء هذا الخبر للجنس والنوع لأن السؤال عند المناطقة اثنان فقط، ما هو أيُّ شيء هو، ما هو؟ هذا السؤال يسأل به عن الجنس والنوع، أيُّ شيء بأيّ لا بما، أيُّ شيء هذا يسأل به عن العرض العام نعم، يسأل به عن الفصل والخاصة. وأمَّا النوع فليس داخلاً كما سبق. حينئذٍ السؤال محصور في اثنين: بما، وأيّ. ما الذي يسأل عنه بما؟ نقول: الجنس. الجنس وماذا؟ الذي يسأل عنه بـ: ما، الجنس ... [لا إنه لا يسأل عنه بـ: ما]، الجنس والنوع نعم، والذي يسأل عنه بـ: أيّ هذا الخاصة والفصل، ولذلك هنا قال: ما صدق في جواب أيُّ شيء خرج الجنس والنوع لأن السؤال في الجنس والنوع يكون بـ: ما، هو في ذاته خرج الخاصة الخاصة يسأل عنها: بأيّ شيءٍ هو في عرضه، .... #1:00:37 فصل العرض وكل عرض عام وهو الكُلِّيُّ الخارج عن الماهية. إذًا حد الجنس والفصل كلاهم يشتركان بأنه جزء الماهية، يعني: جزء من الماهية بحيث لو فات هذا الجزء لما وُجِدَ الفرد أو النوع، فإذا قيل: الإنسان حيوان ناطق. حيوان هذا جنس، وناطق هذا فصل. إذا قلت: الإنسان حيوان. صحَّ؟ ما صحَّ التعريف، لماذا؟ كأنك قلت: الإنسان فرس لأن الحيوان دخل فيه الفرس ودخل فيه الحمار والبغل وغيرها حينئذٍ الحيوان جزء ماهيّة لكن هل يتم الحد بها؟ الجواب لا، لا بد من ذكر الشيء الثاني وهو الناطق. حينئذٍ لما قلت الناطق اختص الحدّ بالإنسان العرض العام هو الكُلِّيُّ الخارج عن الماهيّة الصادق عليها وعلى غيرها، على غيرها خرج به الخاصة، خلق المتحرك هذا عرض عام، يعني: شيء ليس داخلٌ في جزء الماهية، قد يولد الإنسان ولا يتحرك، أليس كذلك؟ قد يولد الإنسان ولا يمشي، المشي هذا عرض عام، بمعنى: أنه ليس داخلاً في الماهية بحيث يوجد الفرد ولو لم يكن ماشيًا ولو لم يكن متحركًا، حينئذٍ الحركة والمشي نقول: هذا عرض عام، لماذا عرض عام؟ لأن يصدق على الإنسان وعلى غيره، صفة المشي ليست خاصة بالإنسان، الإنسان يمشي والحيوان الفرس يمشي كذلك سائر الحشرات تمشي، كذلك الحركة الإنسان يتحرك يقوم ويجلس إلى آخره وكذلك غير الإنسان يتحرك. إذًا هذا عرض لكنه عام، يعني: لا يختص بالإنسان. أمَّا العرض الخاص، يعني: الوصف الذي يكون خارجًا عن الماهيّة يختص بالإنسان هذا مثَّلوا له: بالضحك، قالوا: الضحك هذا لا يوجد حيوان يضحك إلا الإنسان والله أعلم، انتفت حينئذٍ نقول: هذا وصفٌ خارجًا عن الماهية لكنه خاص بالإنسان لماذا؟ لعدم وجود من يشارك الإنسان في هذه الصفة بخلاف المشي والمتحرك. إذًا عندنا عرض عام، وعرض خاص. العرض الخاص هذا الذي يسمى بالخاصة. العام والخاص كلٌّ منهما وصف خارجٌ عن ماهيّة الإنسان، لكن في العرض العام يشاركه غيره وفي العرض الخاص لا يشاركه غيره. (وَفَصْلٌ عَرَضٌ)، يعني: عام، (نَوْعٌ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015