(أَوَّلاً) بدأ في تعريف الكل لأنه سيصل إلى الكليات الخمس التي هي مبادئ التصورات. (وَأَوَّلاً لِلذَّاتِ) ما هو الأول؟ الكُلِّي عرفنا المراد بالكُلِّي، ما أفهم اشتراكًا ينقسم إلى قسمين: كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ، وكُلِّيٌّ عَرضي. الكُلِّي قسمان: كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ، وكُلِّيٌّ عَرضي. ولذلك قال: (وَأَوَّلاً). الذي هو الكُلِّي (لِلذَّاتِ إِنْ فِيهَا انْدَرَجْ فَانْسُبْهُ)، يعني: انسب أولاً للذات فقل: كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ إذا نسبته قلت: كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ. متى؟ إذا اندرج في الذات، إذا دخل في الذات التي أردت حدها وتعريفها كان جزءًا منها حينئذٍ يسمى كُليًّا ذاتيًّا لماذا؟ لأن هذا الكُلِّي جزء ذاتي فإذا دخل في الذات اندرج فيها حينئذٍ يسمى كليًّا ذاتيًّا، (وَأَوَّلاً لِلذَّاتِ إِنْ فِيهَا) يعني: في ماهية أفراده (انْدَرَجْ) كالحيوان بالنسبة للإنسان نقول: هذا جزء الذات، وهو جنس وكذلك الناطق هذا جزءٌ ذاتي. إذًا الجنس والفصل كليَّان ذاتيَّان اختص الشطر الأول هذا من الكليات الخمس بالجنس والفصل، وكل منهما كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ لماذا؟ لأنه داخل في الذات فهو جزء من الذات، (وَأَوَّلاً لِلذَّاتِ إِنْ فِيهَا)، يعني: في ماهية أفراده (انْدَرَجْ) بأن كان جزءًا منها وهذا يختص بالجنس والفصل، هكذا عَبِّر: يختص بالجنس والفصل. فالجنس كُلِّيٌّ ذاتي، والفصل كٌلِّيٌّ ذاتِّيٌّ، (فَانْسُبْهُ أَوْ لِعَارِضٍ إذَا خَرَجْ)، يعني: انسبه لعارض فقل: كُلِّيٌّ عَرَضِيٌّ. متى؟ إذا خرج عن الذات بأن لم يكن جزءًا من الذات وهذا يدخل فيه العرض العام والخاصة. إذًا قوله: (وَأَوَّلاً) هذا مفعول به لفعل محذوف، أيْ: انسب أولاً، لا بالاشتغال وفيه اعتراض بينته في الشرح هناك المطول، (وَأَوَّلاً لِلذَّاتِ)، يعني: انسب أولاً الذي هو الكُلِّي للذاتي فقل: كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ متى؟ إن اندرج فيها، يعني: في الذات. ... (أَوْ لِعَارِضٍ)، يعني: انسبه لعارض فقل: كُلِّيٌّ عَرَضيٌّ إذا خرج عن الذات بأن لم يكن جزءًا منها حينئذٍ ماذا؟ عُلِمَ مما سبق أنَّ ما كان جزء الماهية قلنا: هذا جنسًا كان أو فصلاً فهو كُلِّيٌّ ذاتي فالجنس كُلِّيٌّ ذاتي وهو في الكليات الخمس الآتي ذكرها. الفصل كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ، وما كان خارجًا عنها عن الذات خاصةً أو عرضًا عامًا فهو: كُلِّيٌّ عَرَضِيّ. هذه أربعة أنواع من الكليات الخمس ماذا بقي؟ بقي نوع واحد وهو: النوع. النوع كالإنسان هل هو كُلِّيٌّ ذاتِّيٌّ، أو كُلِّيٌّ عَرَضِي؟ ظاهر النظم أنه واسطة بينهما، لا ينسب لهذا ولا لذاك لأنه قسَّم الكليات الخمس إلى نوعين: كُلِّيٌّ ذاتي، وكُلِّيٌّ عرضي.

الأول اختص به الجنس، والفصل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015