فَأَوَّلٌ مَا دَلَّ جُزْؤُهُ عَلَى ... جُزُءِ مَعْنَاهُ بِعَكْسِ مَا تَلاَ

وَهْوَ عَلَى قِسْمَيْنِ أَعْنِي المُفْرَدَا ... كُلِّيٌّ اوْ جُزْئِيُّ حَيْثُ وُجِدَا

فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ الكُلِّيُّ ... كَأَسَدٍ وَعَكْسُهُ الجُزْئِِيُّ

(مُسْتَعْمَلُ الأَلفَاظِ)، أيْ: المستعمل من الألفاظ. ألفاظ جمع لفظ، واللفظ هو: الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية التي أولها الألف وآخرها الياء، وهو قسمان: مهمل، وهو ما لم تضعه العرب كديز مقلوب زيد، ورفعج مقلوب جعفر، ومستعمل وهو ما وضعته العرب. والتقسيم هنا خاص بالثاني كما هو معلوم من كلام النحاة. (مُسْتَعْمَلُ الأَلفَاظِ) إذًا المستعمل من الألفاظ، يعني: ما وضعته العرب، (حَيْثُ يُوجَدُ)، يعني: في أيِّ مكان يوجد في أيِّ تركيب، (حَيْثُ) هنا للإطلاق (حَيْثُ) للإطلاق، يعني: في أيِّ تركيب وُجد مستعمل الألفاظ لا يخرج عن نوعين: إمَّا مركب كزيد قائم، وإمَّا مفردٌ كزيد. وهذا ذكرناه أيضًا في معنى الإدراك قلنا: تصور، وتصديق. ما هو الإدراك الذي هو الحقيقة العلم مطلق الإدراك وصول النفس إلى المعنى بتمامه، قلنا: المعنى هذا قد يكون معنى لفظٍ مفرد إن تعلق به الإدراك فهو تصور، وقد يكون هذا المعنى معنى لفظٍ مركب زيد قائم، قام زيد جملة فعلية، وجملة اسمية إن تعلق بالإدراك فهو تصديق قال هنا: (مُسْتَعْمَلُ الأَلفَاظِ). عند المناطقة (إِمَّا) في أيِّ مكان وجد (إِمَّا مُرَكَّبٌ) كزيد قائم قام زيدٌ، يعني: جملة اسمية، وجملة فعلية، (وَإِمَّا مُفْرَدُ) كزيد (فَأَوَّلٌ) الذي هو المركب ما حقيقته عند المناطقة؟ يختلف التعريف المركب عند النحاة والمفرد عند النحاة ليس هو كالمفرد والمركب عند المناطقة، وهذه من الألفاظ التي اتحدت لكنها اختلفت من حيث المعنى (فَأَوَّلٌ) الذي هو المركب الفاء هذه فاء الفصيحة، أول هذا مبتدأ، وسوغ الابتداء بالنكرة وقوعها في مقام التفصيل، (فَأَوَّلٌ مَا دَلَّ جُزْؤُهُ عَلَى جُزُءِ)، جُزُءِ، جُزْءِ هو فيه لغتان، وهنا يتعين الضم من أجل الوزن. جُزْء هذ اللغة الفصحى، وجُزُء فُعُل هذه لغة كذلك فصيحة لكن هنا يتعين الثاني للوزن (مَا)، أيْ: لفظٌ. (دَلَّ جُزْؤُهُ)، يعني: له جزء وهذا الجزء يدلُّ، دل على ماذا؟ (عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) خرج بقوله: (مَا دَلَّ جُزْؤُهُ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015