دَلالَةُ اللَّفْظِ عَلَى مَا وَافَقَهْ ... يَدْعُونَهَا دَلاَلَةَ المُطَابَقَةْ
وَجُزْئِهِ تَضَمُّنًا وَمَا لَزِمْ ... فَهْوَ التِزَامٌ إِنْ بِعَقْلٍ التُزِمْ
الدلالة الوضعية اللفظية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
دلالة تطابق، أو دلالة مطابقة.
دلالة تضمن.
دلالة امتثال. هذه المشهورة حتى في باب المعتقد، نقول: أسماء الربِّ جلَّ وعلا تدلُّ على صفات بأنواع الدلالات الثلاث كما ذكره ابن القيم وغيره.
دَلالَةُ اللَّفْظِ عَلَى مَا وَافَقَهْ ... يَدْعُونَهَا دَلاَلَةَ المُطَابَقَةْ
(دَلالَةُ اللَّفْظِ)، قلنا: نقيدها بترجمة، أيْ: دلالة اللفظ الوضعية، (عَلَى مَا وَافَقَهْ)، (عَلَى مَا وَافَقَهْ)، (مَا) هنا بمعنى: المعنى، يعني: اسمٌ موصول يصدق على اللفظ: المعنى، (عَلَى) المعنى الذي (وَافَقَهْ)، يعني: وافق اللفظ بأن وُضِعَ له ذلك اللفظ لا لأقل منه ولا لزائدٍ عليه، إذا دلّ اللفظ على تمام المعنى الموضوع له في لسان العرب حينئذٍ نقول: هذه دلالة مطابقة، (دَلالَةُ اللَّفْظِ عَلَى) المعنى الذي (وَافَقَهْ)، يعني: وافقه اللفظ بأن لم يكن المعنى زائدَا على ما دلَّ عليه اللفظ ولا أقلَّ منه. نقول: هنا دلَّ اللفظ على تمام ما وضع له في لسان العرب هذا يسمى ماذا؟ دلالة مطابقة.
ما هو الإنسان: حيوانٌ ناطق، إذًا لفظ إنسان صدق على المعنى كله حيوان ناطق لا نقول: الإنسان هو الحيوان فقط دون ناطق ولا نقول: الإنسان هو ناطق فقط دون حيوان. وإنما المعنى الذي وُضِعَ له بلسان العرب هو اصطلاح خاص، لكنهم يمثلون بهذا حيوان ناطق، ومتى ما دلّ اللفظ على تمام المعنى الذي وضع له دون زيادةٍ أو أقل نقصان حينئذٍ نقول: هذه دلالة مطابقة، فدلالة المطابقة ودلالة اللفظ على تمام ما وُضِع له، يعني: في لسان العرب كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق فالمفهوم من اللفظ هو عين المعنى الموضوع له اللفظ، يعني: الذي تفهمه أنت مدلول اللفظ هو المعنى الذي وضع له الملفوظ كما ذكرنا كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق. ... (يَدْعُونَهَا)، أيْ: يسمونها. يعني: المناطقة، دلالة المطابقة من إضافة المصاحَب للمصاحِب دلالة المطابقة لمطابقة الدالّ للمدلول لماذا سميت دلالة مطابقة؟ قالوا: إذا تطابق النعلان إذا طابق النعل النَّعل إذا توافقا حينئذٍ نقول: تطابقا. وهنا وافق اللفظ المعنى فتطابقا حصلت المطابقة، طابق النعل النَّعل، يعني: لم يزد أحدهما على الآخر استويا، حينئذٍ حصل بينهما توافق لذلك اللفظ والمعنى حصل بينهما توافق لم يزد اللفظ من حيث الدلالة على المعنى ولم ينقص المعنى عن اللفظ لمطابقة الدالِّ للمدلول، يعني: اللفظ والمعنى. مطابقة الفهم للوضع اللغوي.