النتيجة يُشترط فيها أن تكون ضرورية، لا بد أن تكون النتيجة ضرورية، لئلا يلزم الدور أو التسلسل، لأنه لو كانت نظرية للزم الدور أو التسلسل، (وَتَنْتَهي) أي المقدمات (إِلى ضَرُورَةٍ) يعني إلى ذات ضرورة إن لم تكن المقدمات ضرورية، إن كانت المقدمات ضرورية لزم أن تكون النتيجة ضرورية، إذا كانت المقدمات نظرية حينئذ لا بد أن تكون النتيجة ضرورية (وَتَنْتَهي إِلى ضَرُورَةٍ) يعني إلى ذات ضرورة إن لم تكن المقدمات ضرورية، لماذا؟ قال: [بحيث] (?) لما من دور، لما يعني لما (قَدْ لَزِمَا) آخر البيت، (مِنْ دَوْرٍ أَوْ تَسَلْسُلٍ) لما يلزم على عدم كونها ضرورية الدور أو التسلسل، لما يلزم على تقدير عدم انتهائها إلى ضرورة (مِنْ دَوْرٍ) وهو توقف الآخَر على ما يتوقف عليه، هذا الدور الذي مر معنا في شرط الحذف، (أَوْ تَسَلْسُلٍ) يعني ترتب أمر على أمر إلى ما لا نهاية، هذا يسمى ماذا؟ التسلسل (قَدْ لَزِمَا)، لزم ماذا؟ لزم على تقدير عدم انتهائها إلى ضرورة.
إذًا يشترط [في المقدمة أن تكون ضرورية] (?) في النتيجة أن تكون ضرورية بحيث لا يحتاج في فهم معناها إلى تأمل، إذا لم تكن ضرورية تحتاج إلى تأمل واستدلال حينئذ هذا يلزم منه الدور والتسلسل، وهذا باطل، نحن نريد نتيجة نقف بعدها لا نبحث وراء القياس، حينئذ متى يكون هذا؟ إذا كان العلم بهذه النتيجة ضروريًا لا يحتاج إلى نظر واستدلال، وإذا احتجنا إلى نظر واستدلال قد نقع في الدور والتسلسل بحيث لا يحتاج في فهم معناها أي النتيجة إلى تأمل لأنها لو كانت نظرية يتوقف العلم بها على غيرها، وذلك الغير يحتاج للنظر، فيتوقف الدور أو التسلسل، إن رجعنا لما يتوقف عليه الأول أو ذهبنا إلى ما لا نهاية.
ثم قال: (فصل في القياس الاستثنائي)، والله أعلم.
وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.