وثانيًا كيفية صيغاتها يعني: تأتي بها على أي وزن؟ فيقول لك: إذا أدرت الفعل الماضي تشتقه من المصدر فائت به على وزن فَعَلَ أو فَعِلَ أو فَعُلَ، وإذا أردت الفعل المضارع فإن كان المتكلم فتأتي به على وزن أَفْعُلُ أو أَفْعَلُ أو أَفْعِلُ ونحو ذلك، وإن كان للخطاب تَفْعَلُ أو تَفْعِلُ أو تَفْعَلُ، وإن كان للغائب يَفْعِلُ ليس عندنا بحث في الألفاظ بعينها وإنما في أوزان، كيفية الصياغة؟ تبحث في هذا الفن الذي هو الصرف العلمي.

والمراد بالكلمات العربية الذي يتعلق به فن الصرف لا شك أن الكلمة ثلاثة أنواع: اسم، وفعل، وحرف.

النحاة يبحثون عن الكلمة من حيث الإعراب والبناء إذًا كلها داخلة، حرف فيحكمون على أنه مبني وعلة البناء .. إلى آخره وإن كان الأصل لا يعلل، ثم هو مبني على ماذا.

الاسم كذلك يميز لك المعرب من المبني ويعطيك ضوابط لمعرفة المعرب وضوابط لمعرفة المبني.

ثم الفعل كذلك معرب ومبني ولك منها ضوابط.

إذًا بحث النحاة في الكلمة بأنواعها الثلاثة: الاسم، والفعل، والحرف. الصرفي لا يبحث عن الكلمة بجميع أنواعها وإنما يبحث عن نوعين فقط.

الأول منهما: الاسم المتمكن.

والثاني: الفعل المتصرف.

الاسم المتمكن، أخرج الاسم غير المتمكن، إذ الاسم نوعان:

متمكن.

وغير متمكن.

ما المراد بالمتمكن؟

الْمُعْرَب. المراد بالمتمكن المعرب، وغير المتمكن؟ المبني، إذًا المبني كله من الأسماء لا بحث للصرفي فيه، لا يبحث فيه البتة لماذا؟ لأنه يبحث عن علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم، يعني: التي تقبل الاشتقاق، وأما هذه فلا يتصرف فيها جامدة في الأصل.

النوع الثاني: الفعل المتصرف. الفعل نوعان: جامد، ومتصرف.

الجامد هو الذي يلزم حالة واحدة، بمعنى أنه إن سمع - وهو يختلف - إن سُمع الماضي منه لا يأتي منه المضارع ولا أمر ولا .. إلى آخره، أو سُمع منه المضارع فقط وليس له ماضي ولا أمر ولا .. إلى آخره، فاللفظ الذي سُمع سواء كان فعلاً ماضيًا أو فعلاً مضارعًا لا يتجاوزه البتة، هذا نسميه ماذا؟ نسميه جامدًا.

المتصرف هو الذي يُشتق منه بمعنى أنه يُسمع منه الماضي والمضارع والأمر، ثم قد يكون كامل التصرف وقد يكون ناقص التصرف، يعني: لو وجد فعل ماضي واشتق منه المضارع قلنا: هذا متصرف ولو لم يُسْمَعْ له فعل أمرٍ، ويكون حينئذٍ التصرف هنا ناقصًا.

إذًا المراد بالكلمات العربية أو المفردات العربية في ما يتعلق بموضوع علم الصرف هو نوعان فقط: الاسم المتمكن - احترازًا عن غير المتمكن وهو المبني فلا بحث للصرفي فيه البتة - يعني لا يأتي طالب لا يعرف الموضوع ثم يقول: هذا ما وزنه؟ ما يأتي هذا ما وزنه، لماذا؟ لأنه ليس بداخل في فن الصرف. ثانيًا: الفعل المتصرف.

فلا بحث للصرفي في الحرف بجميع أنواعهم: ولا في الاسم المبني، ولا في الفعل الجامد. إذًا هذه ثلاثة أنواع من أنواع الكلم، الحرف كله برمته لا بحث للصرفي فيه البتة، فلا تقل إِلَى على وزن ماذا؟

ومُنْذ على وزن ماذا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015