عرفنا أن قوله: (مِنْ أَجْوَفِ) هذا أراد به: التنصيص على الأجوف، وبقي: الناقص والمعتل. (وَافْتَحْ) أيها الصرفي عين مَفْعَلٍ (لَهَا) وافتحها هذا الأصل، يعنى: عين مَفْعَلٍ، (لَهَا) أي: من المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان. (وَافْتَحْ) أيها الصرفي (لَهَا) أيْ: المصدر الميمي والزمان والمكان (مِن نَّاقِصٍ)، حال كونها مأخوذة من فعل ناقص، اسم فاعل من نَقَصَ، وفي عُرْفِ الصرفيين الناقص: هو معتل اللامي، وهو المراد هنا، معتل اللامي، يعني: ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة. والكلام في الثلاثي، الثلاثي المجرد حينئذٍ إمَّا واو، وإمَّا ياء، وقد تنقلب الواو أو الياء ألفًا، إمَّا هذا أو ذاك. لأن ألف لا تقع أصلاً في الثلاثي البتة سواءٌ كانت عينًا أو لامًا، فلا بد أن تكون منقلبة عن واوٍ أو عن ياء، إذًا عُرْفًا لمعتل اللامِ، وهنا أطلق الناظم: (وَافْتَحْ لَهَا مِن نَّاقِصٍ)، يعني: إذا كان الثلاثيُّ المجرد ناقصًا معتل اللام، افتح عين مَفْعَلٍ مطلقًا. يَفْعُل يَفْعَل يَفْعِل، سواءٌ كان من: صحيحٍ أو مهموز أو مضعّف، سواءٌ كان عين مضارعه مفتوحًا أو مضمومًا أو مكسورًا، وسواءٌ كان من المضعّف أو المهموز أو لا يكون منهما. فالمصدر الميمي، كذلك اسم الزمان، واسم المكان من الناقص على وزن مَفْعَلٍ مطلقًا بدون تفصيل، يعني: تنظر إلى الثلاثي فإن كان ناقصًا، يعني - لامه حرفًا من حروف العلة - حينئذٍ كل ما يأت منه على وزن: مَفْعَل، وافق ما سبق في المصدر الميمي لا خلاف بينهم، أليس كذلك؟
الأجوف وما عُطف عليه يَفْعُل يَفْعَل يَفْعِل وافقه المصدر الميمي أليس كذلك؟ بَقِيَ ماذا؟ اسم الزمان واسم المكان. وافق يَفْعُل ويَفْعَل، وخالف يَفْعِل واضح.
إذًا: الناقص وافق ما سبق في المصدر الميمي، ووافق يَفْعُل، ويَفْعَل في اسم الزمان والمكان، وخالف يَفْعِل في اسم الزمان والمكان. هذا الذي عناه هنا.