وقد رُوِيَ في بعضها الفتح على الأصل مثل وجهان فيه من: احْسِب حَسِبَ يَحْسِبُ، وحَسِبَ يَحْسَبُ جاء على القياس، وجاء على الشاذّ، بعضها سُمِعَ فيه الوجهان مثل: الْمَنْسَك مَنْسِك، ومَنْسَك سُمِعَ فيه الوجهان. إذًا: مَنْسَك، مَفْعَل على القياس، ومَنْسِك بالكسر. نقول: هذا شاذٌّ، مَنْسَك، مَنْسِك سُمِعَ فيه الوجهان، فحينئذٍ نقول: مَنْسَكُ بالفتح، مَفْعَل على القياس، لأنه من نَسَكَ يَنْسُك بالضم، والأصل فيه: مَنْسَك، سمع فيه مَنْسَك، وسُمِعَ فيه الشذوذ وهو: مَنْسِك، فحينئذٍ نقول: هذا يحفظ مَنْسِك، وذاك يعتبر قياسًا، والْمَطْلَع: سُمِعَ فيه الوجهان، والْمَغْرَب، والْمَجْمَع. هذه: أربعة سُمِعَ فيها الفتح، والبقية لم يُسْمَعَ فيها إلا الكسر، لكنَّه أجيز فيه قياسًا على ما سُمِعَ. وحينئذٍ هذه كلُّها فيها الوجهان أحدهما سماعًا، والثاني قياسًا. الأربعة الألفاظ: الْمَنْسَك، والْمَطْلَع، والْمَغْرَب، والْمَجْمَع سُمِعَ فيه الوجهان. يعني: الفتح والكسر، ما عداها من المذكورات سُمِعَ: الكسر فقط على الشذوذ، ولم يُسْمَع الفتح لكنه قيس على ما سُمِعَ، والأصل عدم القياس. وأجيز في الباقي قياسًا عليها. إذًا: (وَشَذَّ مِنْهُ)، (وَشَذَّ) أي: خرج عن القياس، يعني: خرج عن القاعدة. (وَشَذَّ) حال كونه كائنًا. (مِنْهُ مَا)، (مِنْهُ) يعني: من الميم الثلاثي هذا بيانٌ لـ: (مَا). (مَا بِكَسْرِ العَيْنِ)، يعني: الذي أَتى عن العرب بكسر العين حال كونه متلبسًا بكسر العين، فلم يأت مَفْعَل بفتحتين، وإنما جاء مَفْعِل بكسر العين، مراد كسر العين هنا: ليس عين المضارع، وإنَّما: عين مَفْعِل. إذًا: (أَتَى كَمَفْعَلٍ) بفتح العين، (وَشَذَّ مِنْهُ)، ... (مِنْهُ) يعني: من الميمي الثلاثي. (مَا بِكَسْرِ العَيْنِ)، ما أتى عن العرب وسُمِعَ عنهم حال كونه: متلبسًا بكسر العين، والأصل فيه أن يأتي على وزن: مَفْعَل بفتح العين، لكونه مأخوذًا من فِعْلٍ مضارعٍ مفتوحَ العين، أو مضموم العين.