أَتَى كَمَفْعَلٍ بِفَتْحَتَيْنِ ... وَشَذَّ مِنْهُ مَا بِكَسْرِ العَيْنِ
كَذَا سِمُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ مِنْ ... مُضَارِعٍٍ إن لاَّ بِكَسْرِهَا يَبِنْ
وَافْتَحْ لَهَا مِن نَّاقِصٍ وَمَا قُرِنْ ... وَاعْكِسْ بِمُعْتَلٍّ كَمَفْرُوْقٍ يَعِنْ
الله المستعان، هذه هي: أبيات تتعلق بـ: الميمي، المصدر الميمي، كونوا معي:
(مِيْمِي الثُّلاثِي)، (مِيْمِي)، عرفنا المصدر الميمي: ما كان أول حروفه ميمًا زائدةً على أصل الكلمة، ميمي وغير الميمي من حيث المعنى واحد، وإنما الكلام في اللفظ، يعني: لا يقال: بأن الإِفْعَال ليس بميمي، والمدخل ميمي، إذًا بينهما فرقٌ في المعنى، نقول: لا، كونه مصدرًا، وهذا كونه مصدرًا، هما: اسمٌ للحدث الجاري على الفعل، فلا فرق بينهما في المعنى، وإنما الكلام في الوزن، إذًا المصدر من حيث هو على نوعين، وهذان النوعان إنما الخلاف بينهما في اللفظ، وأمَّا المعنى فهو واحد، إذًا ميمي، أي المصدر الميمي، ميمي للفعل الثلاثي، أي المصدر الميمي الذي فعله ثلاثيٌّ مجرد، (مِيْمِي الثُّلاثِي)، أي: المصدر الميمي الذي فعله ثلاثيٌّ مجرد، إذًا: الميمي يأتي من جميع الأنواع، من: الثلاثي، ومن الرباعي، ومن الخماسي، ومن السداسي، لا فرق بين أبنيت الأفعال في كون الميمي يأتي منها، ولكنها تختلف من حيث حركة العين، فحينئذٍ: ميمي الفعل الثلاثي، يعني: الذي فعله ثلاثي مجرد، قال: (إِن يَّكُنْ مِنْ أَجْوَفِ)، يعني: المصدر الميمي مأخوذًا من فعلٍ أجوف، والأجوف المراد به: ما وقع في جوفه، يعني: في وسطه - الجوف هو الوسط - حرف علةٍ، يعني: إمَّا واو، أو ياء، مثل ماذا؟ مثل: قال قَوَلَ تقول: هذا أجوف لماذا؟ لكونه معتل العين، ما كان معتل العين يُسمى: أجوف في اصطلاح الصرفيين، فحينئذٍ: قال وباع. نقول هذا [ها كونوا معي] قال وباع. نقول: هذا النوع أجوف، يعني: عينه حرفًا من حروف العلة، وهو - حرف العلة - إمَّا الواو وإمَّا الياء، والألف؟ هذه: لا تكون إلا بدلاً عن واوٍ أو ياء. في الثلاثي الألف لا تأتي إلا بدلاً، لا تأتي أصلية هكذا وُجِدَتْ، لا، لا بد أن تكون بدلاً عن حرف، فليس عندنا فِعْلٌ مؤلفٌ من ثلاثة أحرف والألف فيه أصلية، والمراد: بأصلية، يعني: ليست منقلبة، فإذا قلت: قَالَ بَاعَ. موجودة الألف أين ذهب؟ تقول: قَالَ وبَاعَ. الألف هذه: ليست أصلية، بل الألف في قَالَ مبدلةٌ عن الواو، والألف في بَاعَ مبدلةٌ عن ياء. ايت بألفٍ ليست مبدلة عن واوٍ ولا ياء؟ ما وُجِدَتْ هذه، لا وجود لها.