إذًا (ثُمَّ الرُّبَاعِىُّ)، (الرُّبَاعِىُّ) هذا مبتدأ خبره قوله: (بِبَابٍ وَاحِدِ)، (بِبَابٍ) جار مجرور متعلق بمحذوف كائن، أو ثابتٌ، أو حاصل (بِبَابٍ وَاحِدِ)، إذًا الرباعي المجرد ليس له إلا بابٌ واحد، ولأنه محصورٌ محدودٌ بالاستقراء والتتبع لم يذكره الناظم، وجمع حاله إلى الْمُوَقِّف، ومن هو الْمُوَقِّف؟ الشارح يُسمى الْمُوَقِّف، وقد يحيل الناظم أو الناثر بعض الألفاظ من جهة الإفصاح إلى المعلم المدرس، إذا قيل: (بِبَابٍ وَاحِدِ) قال: وهو فَعْلَلَ، إذًا: الباب الواحد هذا الوحيد فَرْد هو باب فَعْلَلَ، فَعْلَلَ بفتح الفاء واللام الأولى وإسكان العين بينهما، وإسكان العين هنا من أجل دفع توالي أربع متحركات. إذًا (بِبَابٍ وَاحِدِ) وهو فَعْلَلَ بالاستقراء والتتبع. وباب فَعْلَلَ جاء لازمًا كَدَرْبَخَ يُدَرْبِخُ، إذا طأطأ رأسه وسوى ظهره قالوا: دَرْبَخَ زيدٌ، دَرْبَخَ يُدَرْبِخُ إذًا جاء لازمًا. وَبَرْهَمَ يُبَرْهِمُ، ومتعدِّيًا كَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، وَبَرْهَنَ يُبَرْهِنُ، إذًا بابُ فَعْلَلَ يأتي: لازمًا، ويأتي: متعدِّيًا كما هو الشأن في الأبواب السابقة، ما عدا: فَعُلَ يَفْعُلُ، حينئذٍ نقول: باب فَعْلَلَ هو الباب الوحيد الذي يُضْبَطُ به الرباعي المجرد، وهذا دليله الاستقراء وإلا أوصلوه إلى أكثر من ذلك من حيث النظر العقلي، (وَالْحِقْ بِهِ سِتًّا بِغَيْرِ زَائِدِ)، (وَالْحِقْ) أصله: ألحق لأنه من: أَلْحَقَ يُلْحِقْ، حينئذٍ ألحق همزة القطع ولكن سهلها من أجل الوزن، يعني: للضرورة. وهذا ما يسمى بالملحق بالرباعي، الملحق بالرباعي، والإلحاق عند الصرفيين: أن تزيد في البناء زيادةً لتلحقه بِآخَرَ أكثر منه فَيُتَصَرَّفُ تَصَرُّفَهُ، يعني: الآن كلام في الرباعي أن يكون عندك ثلاثي تزيده حرفًا من أجل أن يكون مساويًا لباب دَحْرَجَ فيتصرف تصرف دَحْرَجَ، يعني: من حيث الماضي ومن حيث المضارع ومن حيث المصدر، فيتحدان في المصدر $$. وهذا أهم ما يكون في باب الإلحاق. فَجَلَبَ جَلَبَ كمثال: جَلَبَ هذا: ثلاثي، قالوا: نريد إلحاقه بالرباعي من أجل أن يَتَّحِدَ جَلَبَ مع فَعْلَلَ في الماضي والمضارع والمصدر، فزيد عليه باء، واخْتُلِفَ فيها هل هي: الأولى، أم الثانية، أم أنه يجوز أي واحدة منها؟ وهو مذهب سيبويه. جَلَبَ نقول: جَلْبَبَ زِيد فيه الباء جَلْبَبَ هذه هل حروفها كلها أصول؟ الجواب: لا، وإنما الجيم واللام وأحد الباءين هذه هي الأصول، فزِيد عليه حرف واحد من أجل أن يساوي فَعْلَلَ، فقيل: جَلْبَبَ يُجَلْبِبُ جَلْبَبَةً وَجِلْبَابًا، كَدَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرَجَةً وَدِحْرَاجًا، سَوَاهُ أو لا؟ سَوَاهُ. هذا يُسمى: باب الإلحاق، يعني: أن يزيد الناظر في البناء الثلاثي - طبعًا - حرفًا أن يزيد على الثلاثي حرفًا من أجل أن يكون مساويًا لباب: فَعْلَلَ، جَلْبَبَ، دَحْرَجَ، يُجَلْبِبُ، يُدَحْرِجُ، جَلْبَبَةً، دَحْرَجَةً، جِلْبَابًا، دِحْرَاجًا مساويًا؟ مساويًا له من كل وجه. هذا يُسمى ماذا؟ يسمى: الملحق بالرباعي. وهو محصورٌ بالاستقراء في ستة أبواب.