إذًا (بَعْدَ حَمْدِ) صاحب الجلالة وهو الله تعالى والمراد بالجلالة العظمة، حال كوني: (مُصَلِّيًا) هذا حالٌ من فاعل المصدر حمد لأن الحمد هنا مضافٌ إلى مفعوله أين الفاعل؟ محذوف وهو ضمير المتكلم حمدي أنا ذا الجلال، حينئذٍ (مُصَلِّيًا) هذا حال من فاعل حمد وضمير المتكلم محذوف، و (مُصَلِّيًا) اسم فاعل، صَلَّى رباعي يُصَلِّي فهو مُصَلِّي فهو مُصَلٍّ أي طالبًا من الله تعالى صلاته، والصلاة من الله تعالى كما حكاه البخاري عن ابن عالية: " ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى ". وهذه الحال مقارِنة، ومقارَنةُ كل شيءٍ بَحَسَبِهِ، (مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ)، (عَلَى النَِّبيْ) جار مجرور متعلق بقوله: (مُصَلِّيًا) يعني هو اسم فاعل، و (النَِّبيْ) بإسكان الياء إما لغة وإما لأجل ضرورة الوزن لأنه إما أن يكون مأخوذًا من النَّبْوة وإما أن يكون مأخوذًا من النَّبَأِ، إن كان من النَّبْوَة فلا يكون مهموزًا، وإن كان من النبأ حينئذٍ يكون مهموزًا، وقد ينطق بالهمزة نبيئ، وقد تحذف الهمزة من باب التخفيف من باب التسهيل، فإذا جاءت النبي حينئذٍ يحتمل هذا وذاك، ومر معنا حدّ النبي وما يتعلق به، (عَلَى النَِّبيْ وَالآلِ) إذًا (مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ) ولم يذكر الصلاة ولم يذكر السلام بناءً على الصحيح أنه لا يُكره إفراد أحدهما عن الآخر حينئذٍ يجوز أن يصلي دون أن يُسلم ويجوز أن يُسلم دون أن يصلي بلا كراهةً، وأما الآية فهي محمولةٌ على الكمال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا} ... [الأحزاب: 56]. الواو هنا تدل على الجمع فحينئذٍ دلالة على أن ترك أحدهما والعمل بالآخر مكروه لا يستفاد من هذه الآية لأنه محتجٌ بها من جهة دلالة الاقتران وهي ضعيفةٌ في مثل هذا الموضع عند جماهير الأصوليين، إذًا (مُصَلِّيًا عَلَى النَِّبيْ) ولم يذكر السلام بناءً على الصحيح أنه لا يكره، ... (وَالآلِ) أي وعلى الآل، والآل المراد بهم أتباعه على دينه، (عَبْدٌ) قلنا: هذا فاعل يقول، (يَقُوْلُُ) (عَبْدٌ) بعدما ذكر من الحمدلة والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فجمع بين الحقين حق الله تعالى وقدمه لأنه أعلى وأهم، وحق أشرف الخلق وهو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وثنَّى به بعد حق الله تعالى لأنه يأتي في مرتبة بعده، (عَبْدٌ) قلنا: هذا فاعل (يَقُوْلُُ) المراد به عبد ... #6.