(ثُمَّ) بعد أن بَيَّنَ لك ما سبق (الصَّحِيْحُ) يعني الفعل الذي يُسَمَّى صحيحًا (الصَّحِيْحُ) قلنا: فعيل صيغة مشبهة من الصحة وهو السليم ضد المرض، في عرف الصرفيين الصحيح (مَا عَدَا الَّذِي ذُكِرْ)، يعني ما سَلِمَ من حروف العلة والهمزة والتضعيف، هذا يُسَمَّى ماذا؟ (الصَّحِيْحُ) ولذلك ذكر المثال والأجوف والناقص واللفيف بنوعيه، وذكر المضاعف، وذكر المهموز، ما عدا هذه الأنواع حينئذٍ سمه صحيحًا، (ثُمَّ الصَّحِيْحُ مَا عَدَا) أي الفعل الذي عدا وجاوز الذي ذُكِرَ آنفًا من الأقسام الستة، وذلك (كَاغْفِرْ)، (كَاغْفِرْ) كالفعلين الكائنين في قولنا: اغفر لنا، اغفر يعني استر وامح، غَفَرَ، غَفَرَ هذا صحيح، لماذا؟ لأن حروفه كلها أصول، كلها صحيحة ليس فيها حرف علة، ولا همز، ولا تضعيف. إذًا غَفَرَ ... (كَاغْفِرْ) لنا ربي (اغْفِرْ لَنَا) يا (رَبِّي) اغفر لنا، الـ (نا) هنا معشر المؤمنين كما قال الشارح يا رب (كَمَنَ لَهُ غُفِرْ) كمن، يعني كمغفرة كائنة منك لمن أي لمذنب (لَهُ غُفِرْ)، له متعلق بقوله: (غُفِرْ) ونائبه ضمير الغفر، إذًا المراد به أن غَفَرَ هذا صحيح، فكل ما خلا من حروف العلة والتضعيف وماذا؟ والهمز فهو صحيح، فهو يسمى صحيحًا.

(بَابُ المُعْتَلاَّتِ وَالمُضَاعَفِ وَالمَهْمُوْزِ) يعني سيذكر لك في هذا الباب ما يتعلق بهذه المسائل المذكورات، المعتلات ثَمّ المعتلات التي ذكرها الناظم فيما سبق:

المثال الأجوف، الناقص، اللفيف المفروق، اللفيف المقرون.

هذه المعتلات، لها أحكام تتعلق به من حيث الإسناد، والمضاعف يعني الفعل المضاعف، والمهموز بأنواعه الثلاثة.

باب بيان تصريف الأفعال المعتلات يعني التي أحد حروفها علة، عندنا مُعْتَل ومُعَلّ، مُعْتَل يعني وُجِدَ فيه حرف من حروف العلة، وينطق كما هو، مُعَلٌّ، يعني حصل إِعْلالٌ فيه إما قلب، وأما حذف. إذا فرق في الاصطلاح بين المعتل وبين المعلّ، والمراد هنا المعتل ما وقع أحد حروفه أو ما كان أحد حروف الأصول حرف علة، وأما المعلّ فهذا الذي يذكره فيما سيأتي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015