الثاني: إما أن يكون في مقابل العين واللام، وإما أن يكون في مقابل الفاء واللام، هذا هو المشهور عند الصرفيين، وهو الذي فيه البحث (فَإن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي افْتَتَحْ) إذًا إذا افتتح الفعل الماضي بحرفٍ من حروف العلة، والمراد به الواو أو الياء، وفي قوله: (بِبَعْضِهَا) نوع إجمال وإبهام لماذا؟ لأنه يوهم أن الألف تقع في أول كلام وليس الأمر كذلك، بل الحكم خاص بماذا؟ بالواو أو الياء، أما الألف فلا تقع أولاً في الفعل مطلقًا، (فَإن يَّكُن) الفاء للتفريع هذه (إن يَّكُن بِبَعْضِهَا المَاضِي)، (المَاضِي) اسم يكن، (إن يَّكُن) (المَاضِي) ببعض حروف واي افتتح يعني: مفتتحًا خبر يكن، ... (افْتَتَحْ) خبر يكن وببعضها متعلقٌ بقوله (افْتَتَحْ)، وفاعله يعود على الماضي (افْتَتَحْ) (المَاضِي)، إذًا (فَإن يَّكُن) (المَاضِي افْتَتَحْ) (بِبَعْضِهَا) الذي هو الواو أو الياء (فَسَمِّ) (المَاضِي) المفتتح أوله بالواو أو الياء معتلاً سًمِّه معتلاً (سَمِّ مُعْتَلاًّ) (المَاضِي) (مُعْتَلاًّ)، إذًا (مُعْتَلاًّ) هذا مفعولٌ ثاني لـ (سَمِّ)، ومفعوله الأول محذوف الذي هو الماضي، (فَسَمِّ) ... (المَاضِي) المفتتح بحرفٍ من حروف العلة الواو أو الياء سمه معتلاً هذا مفعول ثاني لـ (سَمِّ) والأول محذوف، (مُعْتَلاًّ) اسم فاعل اعتل لوجود حرف العلة في مقابلة الفاء، وهي حرفٌ أصليٌ في الكلمة، وإن كان المعتل عند الصرفيين قد يطلق بالمعنى الأعم وهو ما وقع في أحد أصوله حرفٌ من حروف العلة، فحينئذٍ يكون فاءً أو عينًا أو لامًا، لكن في هذا المقام قد يذكر المعتل ويراد به المثال، ولذلك قال: فسمه يعني: الماضي معتلاً، أو سمه أيضًا مثالاً، إذًا أراد بالمعتل هنا المثال، أراد به المثال، يعني: سمه مثالاً أيضًا كما سميته معتلاً لمماثلته الحرف الصحيح في عدم تغيره، يعني لماذا سمي مماثلاً؟ ماثل ماذا؟ ماثل الصحيح لأن الحرف حرف العلة في الأصل أنه قد يعتريه، إمّا عدم ظهور الحركة أو يعتريه قلبٌ أو إبدال، لكن هنا المثال لم يحصل له شيءٌ من ذلك، بل ظهرت عليه حركات ولم يبدل ولم يعل كأنه حرفٌ صحيح، إذًا سمي مثالاً لمماثلته الحرف الصحيح في عدم تغيره وفي احتمال الحركات من الفتحة في المعلوم وَضَحَ ما نوعه؟ نقول: مثال.