إذًا هذا شرط متى تحكم؟ (فَوْقَ الثَّلاَثِ) يعني: أن يكون الحرف الذي حكمت عليه بكونه زائدًا مع ثلاثة أحرف فأكثر أصول، بمعنى أنه إن وجد الاسم أو الفعل على ثلاثة أحرف فحينئذٍ يتعذر أن يحكم بكون حرف من هذه الحروف زائدة لماذا؟
لأن أقل ما يوضع عليه الاسم أو الفعل ثلاثة أحرف، إذًا لا بد أن تكون هذه الأحرف الثلاث أصولاً، ولا يمكن أن يكون فيها حرف زائد، وما زاد على ذلك حينئذٍ يتأتى فيه الحكم بالزيادة، لا بد من ثلاثة أحرف فأكثر، إلا الرباعي الذي هو بأصل وضعه يكون على أربعة أحرف، فحينئذٍ إذا زِيد معه حرف يتأتى فيه القول بالزيادة، (فَوْقَ الثَّلاَثِ) مرتقيًا فوق الأحرف الثلاث (إِنْ بِذِي المَرَامُ تَمْ) (إِنْ) (تَمْ) (بِذِي) أي: بهذه الأحرف الثلاث. (المَرَامُ) يعني: المقصود من الكلام، المقصود من اللفظ، والذي يقصد من اللفظ هو معناه الذي ركبت هذه الأحرف الثلاث فأكثر من أجله، (إِنْ) هذا شرط محذوف فعله وهو (تَمْ)، (بِذِي) هذه إشارة للحرف الثلاث (المَرَامُ) المرام مراد به رَامَ يَرُمُ المقصود، (تَمْ) المرام هذا اسم مفعول رَامَ بمعنى قصد صفة للمحذوف أي المعنى المقصود (تَمْ)، (تَمْ) هذا الذي فسر الشرط المحذوف، (إِنْ بِذِي المَرَامُ تَمْ) (المَرَامُ) هذا فاعل لفعل محذوف دلّ عليه (تَمْ) الآتي، والمعنى معنى هذا الشطر أن شرط الحكم بزيادة الأحرف العشرة ((سألتمونيها)) أن تجتمع في الكلمة مع ثلاثة أحرف أصول فأكثر، يعني أن تكون رباعية وأصلها ثلاثي فزيد عليه حرف سواء كان اسمًا أو فعلاً، أو خماسيًا ثلاثي مزيد بحرفين، أو رباعي مزيد بحرف، أو سداسيًّا، كذلك ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف، أو رباعي مزيد بحرفين، أو سباعية ولا تكون إلا اسمًا، وفيها، في جميع الأقسام حرف فأكثر من العشرة مع ثلاثة فأكثر أصلية، وأن تؤدي الأحرف الثلاثة المعنى المقصود، إذًا شرطان:
شرط من حيث العدد، عدد الحروف.
وشرط من حيث المعنى، بأن تؤدي هذه الأحرف ما وضع له في لسان العرب.
وَغَالِبُ الرُّباعِ عَدِّ مَا عَدَا ... فَعْلَلَ فَاعْكِسنْ كَدَرْبَخَ اهْتَدَى
كُل ُّ الخُمَاسِي لاَزِمٌ إِلاَّ افْتَعَلْ ... تَفَعَّلَ اوْ تَفَاعَلاَ قَدِ احْتَمَلْ
كَذَا السُّدَاسِي غَيْرَ بَابِ اسْتَفْعَلاَ ... وَاسْرَنْدَى وَاغْرَنْدَى بِمَفْعُوْلٍ صِلاَ