ضُرِبْتُمَا [ضُرِبْتُمَا ليس ضَرَبْتُمَا، ضُرَبْتُمَا] يعني يأتي للمعلوم والمجهول، وكذلك ضُرِبْتُمْ، ونحو تَضْرِبُ تَضْرِبَانِ تَضْرِبُونَ في المضارع كذلك مبني للمعلوم والمجهول، اضْرِبْ اضْرِبَا اضْرِبُوا هذا للخطاب في الأمر معلومًا، وأما المجهول على ما سبق.

(إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ)

لا يأتي هكذا الخطاب، وإنما يأتي للغائب باللام لام الأمر يعني: يكون نحو لِتُضْرَبْ لِتُضْرَبَا لِتُضْرَبُوا، وأما الخطاب فلا يأتي ونحو لا تَضْرِبْ لا تَضْرِبَا لا تَضْرِبُوا في النهي معلومًا ومجهولاً.

وكالمخاطبة، كالمخاطبة يعني: كالفاعلة المخاطبة المؤنثة فلها ثلاثة أوجه كذلك لأنها إما واحدة أو اثنتان أو جمع، ضَرَبْتِي ضَرَبْتُمَا ضَرَبْتُنْ في الماضي معلومًا ومجهولاً هذا في الماضي، ونحو تَضْرِبِينَ وتَضْرِبَانِ وتَضْرِبَنْ في المضارع كذلك معلومًا ومجهولاً ونحو اضْرِبِي اضْرِبَا اضْرِبْنَ في الأمر معلومًا وباللام مع بقاء الحرف يعني: حرف المضارعة مجهولاً لِتُضْرَبِي لِتُضْرَبَا – لأنه لا يأتي مباشرةً – لِتُضْرَبْنَ، ونحو لا تَضْرِبِي لا تَضْرِبَا لا تَضْرِبْنَ في النهي معلومًا ومجهولاً.

إذًا هذه اثنا عشَر وجهًا من ضرب ثلاثةٍ في أربع: الغائب، الغائبة، المخاطب، المخاطبة، كل واحدٍ منها له ثلاثة، إما مفرد، أو مثنًّا أو جمع على التفصيل السابق ثلاثة في أربعة باثني عشر.

(وَمُتَكَلِّمٌ لَهُ اثْنَانِ)، (وَمُتَكَلِّمٌ) يعني فاعلٌ (مُتَكَلِّمٌ لَهُ) أي للمتكلم (اثْنَانِ) المتكلم هذا مبتدأ، وله وهذا خبر مقدم (اثْنَانِ) مبتدأ مؤخر، والجملة خبر المبتدأ الأول، (لَهُ اثْنَانِ) من الأوجه لماذا؟

لأنه إما وحده أو معه غيره، (هُمَا فِي غَيْرِ أَمْرٍ ثُمَّ نَهْيً عُلِمَا)، (هُمَا) أي الوجهان الثابتان للمتكلم كائنان (فِي غَيْرِ أَمْرٍ) و (نَهْيً عُلِمَا) أي الأمر والنهي، وغير الأمر والنهي المعلومين هذا صادقٌ بماذا؟ الماضي مطلقًا، والمضارع مطلقًا، والأمر والنهي المجهولين لأنه استثنى ماذا؟ قال: (فِي غَيْرِ أَمْرٍ)، (عُلِمَا) يعني: الأمر للمجهول داخلٌ في الحد، (ثُمَّ نَهْيً عُلِمَا) إذًا النهي للمجهول داخلٌ في الحد، الذي لا يأتي منه هو الأمر المعلوم والنهي المعلوم، وأما المجهول في النوعين فهو آتٍ منهم. وغير الأمر والنهي المعلومين صادقٌ بالماضي معلومًا ومجهولاً وبالمضارع كذلك وبالأمر والنهي مجهول، ضَرَبْتُ ضَرَبْنَا وهذا واضح، نَضْرِبُ هذا يحتمل أنه معظمٌ لنفسه يعني: وحده ويحتمل أن معه غيره، نَضْرِبُ يعني: أنا ومعي غيري، لأُضْرَب لنُضْرَب، أُضْرَب هذا مبنيٌ للمجهول يأتي منه الأمر اضْرَبْ لنُضْرَبْ جاء منه المبني للمجهول، لا أَضْرَب نَهْي لا نُضْرَب، إذًا الذي لا يأتي منه الأمر المعلوم والنهي المعلوم، وأما الأمر للمجهول يأتي منه ولذلك لأُضْرَب لنُضْرَب هذه اللام لام الأمر، ولا أضرب هذا لا الناهية ولا نُضْرَب لا الناهية يأتي منه والماضي والمضارع هذا واضحٌ فيه.

وَمُتَكَلِّمٌ لَهُ اثْنَانِ هُمَا ... فِي غَيْرِ أَمْرٍ ثُمَّ نَهْيً عُلِمَا

ونقف على هذا، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015