ثمرته: فهم الكتاب والسنة. هذا هو الأصل في دراسة اللغة العربية لطالب العلم الشرعي من أجل أن يصلح نيته فيثاب يكون علمًا شرعيًّا، يعني: تُدرس علوم الآلة من أجل فهم الشريعة، فحسب إذًا فهم الكتاب والسنة إذ هو علم مستقل من علوم اللغة العربية، وعرفنا مرارًا مدى ارتباط علم الشريعة بفهم لسان العرب، إذ هو موقوف عليه شرط في صحة فهم الكتاب والسنة فهم لسان العرب، يعني: كالطهارة بالنسبة للصلاة فمن ولج الكتاب والسنة وأراد أن يستنبط بنفسه يعني: يجتهد. دون أن يكون له علم بلسان العرب كمن كبر للصلاة وهو مُحدث لا فرق بينهما البتة، وهي كلها أساس في فهم الكتاب والسنة، ومراعاة قواعد التصريف تعصم من الخطأ في المفردات العربية، يعني: يكون إصلاح اللسان وإصلاح القلم بالنسبة لطالب العلم نية ثانية، يعني: أمر فرعي وليس بأصلي. فلا يقال ثمرة علم النحو صون اللسان عن الخطأ، وكذلك الثمرة علم الصرف صون اللسان عن الوقوع في الخطأ، هذه ليست مقاصد حسنة، النية هذه لوحدها ليست بنية صالحة وإنما يُعنى طالب العلم بما يُصلح فهمه لا لسانه إنما يصلح الفهم والعلم الصحيح، إذ به تضبط الصيغ، وبه يعلم ما يطرد في لسان العرب، وما يندر وما يشذ إلى المجموعات أو الجموع والمصادر وسائر المشتقات. ويفهم من هذا العلم يعني: إذا فُهِمَ. يعرف أو يصير القليل كثيرًا، يعني: إذا أخذ طالب العلم المصدر ضَرْبٌ ثم عرف القواعد هو استطاع أن يُكثر، يُكثر ماذا؟ يُكثر مشتقات المصدر فيعلم القاعدة في الفعل الماضي أنه يأتي على وزن كذا، وكذلك الفعل المضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، وأمثلة المبالغة، هو عرف المصدر فقط حينئذٍ يُكثره.
استمداده: من كلام الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكلام العرب. إذًا يُستمد من كلام الله فهو أصل في القواعد النحوية والصرفية، القرآن أصل في فهم القواعد النحوية والصرفية، وكذلك السنة أصل في فهم قواعد النحوية والصرفية، وكذلك البلاغية في النوعين وكلام العرب.
حكمه: فرض كفاية. علوم الآلة كلها من فروض الكفايات، وأما من يرد التفسير والاجتهاد فهو فرض عين، تفسير فرض عين، وأما الأحكام الشرعية الفرعية فإن تعلقت المسألة بمسألة صرفية صار فرض عين.
هذا ما يتعلق بالمبادئ العشرة، فهمها كما رأيت يعين على فهم فن الصرف في ماذا يبحث؟ هذا العلم يبحث في ماذا؟ إذًا عرفت حده في اللغة، وعرفت حده في الاصطلاح بمعنييه العلمي والعملي.
من المقدمات المهمة التي تعين على فهم فن الصرف، الميزان الصرفي، فهم الميزان الصرفي لأن الكتاب من أوله إلى آخره سيأتينا على وزن كذا فاء عين لام ... إلى آخره، فنأخذ مقدمة في فهم الميزان الصرفي من أجل أن يسهل علينا فهم الصرف.