- أو- للتنويه -كان - أي الكلام -ناقصا- وحينئذ لا يكون إلا منفيا إذا كان غير تام لم يذكر فيه المستثنى منه حينئذ لا يكون إلا منفيا؛ لأن الإثبات المتعذر " ما ضربت إلا زيدا " هذا نقص "ما ضربت إلا زيدا " ما حرف نفي ضربت فعل وفاعل إلا أداة استثناء حرف استثناء ملغاة زيدا مفعول به ليس مستثنى إنما مستثنى من جهة المعنى أما إعرابا فلا نقول إلا أداة استثناء ملغاة يعنى لا أثر لها " زيدا "نقول هذا مفعول به ولا نعربه على أنه منصوب على الاستثناء حينئذ نقول أين المستثنى منه؟
- لم يذكر في الكلام ما ضربت أحدا إلا زيدا هذا الأصل لكنه في المعنى، هذا الكلام بهذا التركيب قالوا لا وجود له إلا منفي؛ لأنه لو جاء مثبتا، لفسد المعنى لو قلتَ " ضربتُ إلا زيدا " يعنى - ضربت كل الناس الذين على وجه الأرض إلا زيدا -ممكن؟ لا يمكن إذن ضربت كل الناس نقول ما يمكن , -ما رأيت إلا زيدا- رأيت إلا زيدا يعنى رأيت كل الناس إلا زيدا هذا متعذر، إذن -النقص -بحذف مستثنى منه لا يكون إلا منفيا لتعذر الإيجاب في صدقه / إن كان كاذبا هذا شيء آخر. المراد به الصدق.
- (أو كان ناقصا) حينئذ (فأعربه) على حسب ما يجيء فيه العمل يعنى على حسب العوامل فإن ركب مع عامل يقتضي الرفع رفع على أنه فاعل " ما قام إلا زيد" (ما) حرف نفي (قام) فعل ماضي إلا أداة استثناء ملغاة (زيد) فاعل , ما رأيت إلا زيدا (زيدا) مفعول به ما مررت إلا بزيد أعدت الحرف بعد إلا إذن ... (فأعربه على حسب ما يجيء فيه العملا) فأعربه يعنى يعطى ما يستحقه لو لم توجد إلا كأن إلا ملغاة ولذلك نعرب إلا بأنها أداة استثناء ملغاة يعنى لا عمل لها البتة (فأعربه على حسب ما يأتي فيه) يعنى في المستثنى أو في الذي بعد إلا (العملا) الألف هذا للإطلاق وهذا يسمى استثناء مفرغا من التفرغ يعنى ما قبل إلا تفرغ للعمل فيما بعد إلا.
كَمَا هَدَى إِلاَّ مُحَمَّدٌ وَمَا ... عَبَدتُّ إِلاَّ اللهَ فَاطِرَ السَّمَا
وَهَلْ يَلُوذُ العَبْدُ يَوْمَ الحَشْرِ ... إِلاَّ بِأَحْمَدَ شَفِيْعِ البَشَرِ
وَحُكْمُ مَا اسْتَثْنَتْهُ غَيرُ وَسِوَى ... سُوَى سَوَاءٌ أَنْ يُجَرَّ لاَ سِوَى
وَانْصِبْ أَوِاجْرُرْ مَا بِحَاشَاوَعَدَا ... خَلاَ قَدِ اسْتَثْنَيْتَهُ مُعْتَقِدَا
(كما) كقولك ما نفي (هدى) فعل ماض (إلا) أداة استثناء ملغاة محمد (هدى) محمد يعنى ابتدأ محمد فاعل هدى أين إلا؟ نقول لا أثر لها البتة فهي ملغاة كأنها لم تكن (وما عبدت) وما نفي عبدت فعل وفاعل إلا الله يعنى عبدت الله الله هذا مفعول به وإلا أداة استثناء ملغاة (فاطر) هذا نعت للفظ الجلالة وهو مضاف السماء مضاف إليه إذن هذا هو النوع الثالث من حالات المستثنى بإلا.
الحالة الأولى: وجوب النصب وذلك إذا اجتمع الشروط الثلاثة السابقة تمام الكلام أن يكون موجبا أن يكون الاستثناء بإلا وجب النصب.
الحال الثانية: جواز النصب مع جواز غيره وهو البدلية وهذا فيما إذا كان الكلام تاما لكنه منفي والاستثناء كذلك بـ إلا، والحالة الثالثة الذي هو الاستثناء المفرق.
وَهَلْ يَلُوذُ العَبْدُ يَوْمَ الحَشْرِ ... إِلاَّ بِأَحْمَدَ شَفِيْعِ البَشَرِ