إنَّ هذا الدواء لما لم (?) يكن فيه قَبْضٌ ظاهر، لا جَرَمَ لم يكن فيه تفريحٌ ولا تقويةٌ للقلب ولا ترياقيةٌ، وإنما يفرِّح ويقوِّى القلب بما يدفع من السوداء ويلطِّف الأرواح والأخلاط الغليظة التى عند القلب، وبالقرب منه. ولكن (?) بحرارته قد يحدث همَّاً وكَرْباً، وإحداثه الكرب أزيد، وخاصة بالمحرورين والشُّبَّان. ولكنه لإخراجه السوداء وتنقيته الروح منها، يجعل أرواح الدماغ جيدةً، صافيةً؛ لأجل ما يصل إليه من الروح الحيوانى. ومع ذلك فإنه يقلِّل ما ينفذ إلى الدماغ من الدخانية؛ وذلك لأجل إخراجه السوداء؛ فذلك كان هذا الدواء نافعاً جداً من الماليخوليا والصَّرَع.
أما (نفعه) (?) من الماليخوليا فظاهرٌ؛ لأنه يزيل ما فى الدماغ من الأبخرة السوداوية، ومن الفضول السوداوية المكدِّرة لأرواحه، وذلك (?) يصلح الفكرة ويدفع الوسواس السوداوى، والوحشة التى تحدث لقوى الدماغ بظلمة السوداء وكدورتها.
وأما نفع هذا النبات من الصرع؛ فلأنه إذا منع الدخانية عن الدماغ، منع - لامحالة - حدوث الرياح فيه؛ فإن حدوث الرياح إنما يكون من الدخانية. وإذا