الدواء، المسمَّى بأظفار الطيب، إذا ورد إلى داخل البدن، فلابد وأن يحدث ثِقلاً فى الرأس، وصداعاً، ومع ذلك فإنه لايحدث صَرَعاً ولا سكتةً ونحو ذلك وذلك لأن هذا الدخان هو لطيفُ المادة؛ لأنه من أرضيةٍ لطيفة - كما قلناه أولاً - ومع ذلك فإنه شديدُ الحرارة واليبوسة، وما كان كذلك فهو لامحالة يتحلَّلُ بسرعة، فلا يحدث عنه ذلك.

وأما اشتمام هذا الدواء بالتدخين؛ لأن (?)) من مادة لطيفة، وقد ازدادت لطافةً بالحرارة النارية والمدخِّنة لها؛ فلذلك هذه الدخانيةُ تُحدث فى الدماغ أموراً:

أحدها: أنها فى أول الأمر تسكِّن الصداع البارد؛ وذلك لأجل تعديلها مزاج الدماغ حينئذٍ. فإن أُفرط فى استعمال هذا الدخان، فإنه - لامحالة - يملأ الدماغ؛ فلذلك قد يصدِّع بفرط التسخين والتليين (?) ، وبالتحديد.

وثانيها: أن هذه الدخانية تنفع (?) النزلات الباردة جداً؛ وذلك لأجل تعديلها (?) لمزاج الدماغ، وتجفيفها لرطوباته الفضلية المحدِثة للنزلات.

وثالثها: أن هذه الدخانية بقوة حرارتها ويبوستها وتجفيفها، لابد وأن تحلِّل ما تلقاه فى داخل الرأس من الرطوبات الفضلية، وأن تلطِّف تلك الرطوبات بما فيها من التلطيف، وتجفِّفها (?) بقوة تجفيفها؛ فلذلك تُبرئ من الصرع، والسكتة والسُّبات والنسيان، ونحو ذلك من الأمراض الرطبة الدماغية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015