متداركاً لما يُحدثه (?) نقصان المائية مِن قلة البرد.

وإنما اليبوسة والجفاف، يجب أن يكونا فى الإِسْفِيدَاجِ قويَّين (?) أيضاً ولكن لا إلى حَدِّ الإفراط؛ وذلك لأن هذه الأرضية - وإن تصغَّرت وتمكنت (?) من قوة الفعل - فإنها لابد وأن تبقى (?) فيها مائية ولو يسيرة. وتلك المائية لأجل رطوبتها تتدارك (?) ما توجبه (?) الأرضية المتصغرة من أجل إفراط اليبوسة والجفاف فكذلك يكون تجفيف الإِسْفِيدَاج إلى حدوثه أن يكون بقدرٍ يساوى تبريده.

ولما كان تجفيف الإسفيداج إنما هو لأجل تحلُّل المائية من جوهره، فكلما كان هذا التحلُّل أقل، كان تجفيف ذلك الإِسْفِيدَاجُ أضعف. وأكثر تحلُّل هذه المائية، إنما هو بفعل حرارة الشمس، وذلك عند تشميس الإِسْفِيدَاجِ حتى يجف فيجب أن يكون الإِسْفِيدَاجُ المعمول على الوجه الذى قلناه - من السَّحق بالفهر والصلاية - قليل التجفيف جداً، وقبل أن يُشمَّس، فينبغى أن يكون كالنافذ لهذا التجفيف، بل يجب أن يكون حينئذ (?) غير مخالف لطبيعة الرصاص مخالفةً كثيرة فى الرطوبة واليبوسة، ولكنه يكون أكثر تبريداً من الرصاص بكثير؛ وذلك لأجل تصغُّرِ أجزائهِ وتلطُّفها وتمكُّنها (?) من سرعة النفوذ وقوته، وأن يكون الإِسْفِيدَاجُ المعمول على الوجه الذى ذكرناه أولاً، قبل أن يشمَّس، أقل تجفيفاً مما يكون بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015