على الشمع الذى طفئ لهبه، ونحو ذلك. وذلك (?) يدلُّ على أن جوهره ليس بملحٍ صرف، فإن الملح (ليس) (?) من شأنه الاشتعال.

فلذلك، لابد وأن يكون فى جوهره كثرة أرضية (?) بها يقبل الإشعال بسرعة. وكذلك، فإن طعمه يلذع اللسان، ليس (?) كما فى الملح فقط؛ ولو كان من جوهر الملح، لكان يذوب بالماء وبالنداوة، وليس كذلك.

والمعروف من كلام فضلاء الأطباء الأقدمون، أن هذا الحجر يسمَّى البارود وهو زهرة حجر يسمَّى آسيوس (?) وكان هذا الحجر ينفصل منه هذا الشئ، على الوجه الذى ذكرناه. والمشاهد، أن هذا غير مختصٍّ بنوعٍ مخصوصٍ من الحجارة بل الحجارة الرخوة ونحوها (?) ، كالطين الذى يكون فى الجدران إذا جَفَّ، وما أشبه ذلك - كالطوب ونحوه - فإن هذه الأشياء إذا لحقتها النداوة، نفذت إلى باطنها لتنفيسها (?) لها، وإذا طال زمان تلك النداوة فى داخل هذه الأجسام وشبهها، فتعفَّنت، فحدث لها بهذه العفونة سخونةٌ شديدة، وهذه السخونة تبخِّرها (?) ، وإذا تبخَّرت (?) تلك النداوة، تصعَّد معها أجزاءٌ لطيفة من تلك الأجسام الأرضية، فيحدث بذلك بخارٌ دُخَّانىٌّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015