فلا يشير إليه وليصف ولينعت".

هذا أثر عن عروة بن الزبير بن العوام وكان من أكابر التابعين وزهادهم (?).

"والبرق": معروف وقد تقدم ذكره.

"والودق": المطر وقد ودق يدق ودقا إذا قطر.

وقوله: "ولا يشير إليه" أي لا يومئ إليه بأصبعه.

"وليصفه ولينعته": أي يصفه بالكثرة أو القلة أو بالقوة أو الضعف وما أعلم فيما يحضرني لنهيه عن الإشارة إليه وجهاً، وأرجو من الله -تعالى- أن يوفق لعرفانه، على أنه قد جاء في بعض النسخ أن الشافعي قال: لم أزل أسمع عددا من العرب يكره الإشارة إليه.

وأخبرنا الشافعي رضي الله عنه: أخبرنا من لا أتهم قال: أخبرنا عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن حنطب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من ساعة من ليل ولا نهار، إلا السماء تمطر فيها يصرفه الله حيث شاء".

الضمير في قوله: "فيها" راجع إلى الساعة.

و"من" الأولى زائدة تفيد تأكيد التقدير: ليس في ساعة من الساعات.

و"من" الثانية للتبعيض لأن الساعة بعض الليل وبعض النهار، أو هي لتبيين الخبر أي: أن الساعة هي من الليل والنهار، والأول أوجه.

ومعنى هذا الحديث -والله أعلم-: أن المطر لا يزال ينزله الله تعالى من السماء، لكن الله -بفضله وإرادته- يرسله إلى أين أراد من الأرض، فيخص به قومًا دون قوم.

ويعضد هذا ما في أقاليم الأرض من الاختلاف في الحر والبرد، والصيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015