قوله: "فلم يرجعوا إليه شيئاً" أي لم يردوا عليه جوابًا.
و"رجع" فعل قاصر ومتعد، تقول: "رجعت إلى زيد" إذا عدت إليه، ورجعت فلاناً إلى زيد" أي رددته إليه.
"والاستحثاث": استفعال من الحث وهو الإسراع والحض على الشيء، وسير حاث وحثيث أي سريع.
و"الروح": الرحمة والراحة ونسيم الريح، والمراد في الحديث الأول أي أن الريح من رحمة الله.
وقوله: "تأتي بالرحمة" هيد الغيث والراحة والنسيم وغير ذلك.
وقوله: "بالعذاب" إتلاف النبات والشجر وإهلاك المواشي وهدم البناء وغير ذلك، فلا تسبوها لأنها مأمورة بإذن الله -تعالى- وإرادته فلا ذنب لها، ولكن اسألوا الله من خيرها الذي يأتي به واستعيذوا بالله من شرها المقدر في هبوبها.
وقد أخرج الشافعي -رضي الله عنه- قال: أخبرني عمي محمد بن عباس قال: شكا رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الفقر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لعلك تسب الريح".
قال الشافعي: ولا ينبغي لأحد أن يسب الريح فإنها خلق لله مطيع وجند من أجناده، فجعلها رحمة ونقمة إذا شاء.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا من لا أتهم، حدثني سليمان بن عبد الله (?) بن عويمر الأسلمي، عن عروة بن الزبير، قال: "إذا رأى أحدكم البرق أو الودق