[رياحًا] (?) ولا تجعلها ريحًا".

قال ابن عباس: في كتاب الله {أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} (?) و {أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} (?) وقال تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} (?) و {أَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} وفي بعض النسخ (?) {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} (?).

هذا حديث حسن مشهور، وقد أخرجه جماعة من الأئمة في كتبهم (?).

"جثا يجثوا": إذا قعد على ركبتيه، وعطف ساقيه إلى تحته، وهو قعود المستوفز والخائف الذي إن اجتاح إلى النهوض نهض سريعًا، وهو أيضاً قعود الصغير بين يدي الكبير وفيه نوع أدب، كأنه لما هبت الريح وأراد أن يخاطب ربه -عز وجل- بالدعاء، قعد قعود المتواضع لربه الخائف من عذابه، المتأدب بي يديه ثم دعا.

وأما قوله: "اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا" فقد فسر ذلك ابن عباس في سياق الحديث بورود الريح مفردة للعذاب، وورودها مجموعة للرحمة بما ذكر من الآيات، ومما يوضح ذلك أن الرياح المعروفة المشتهرة أربع: الجنوب، والشمال، والصبا، والدبور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015