قال: وبلغني أن [بعض] (?) أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أصبح وقد مطر الناس، قال: "مطرنا بنوء الفتح" ثم يقرأ: {مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} (?) (?).

ثم ذكر قول عمر للعباس، ثم قال: وقول عمر هذا بين ما وصفت, لأنه إنما أراد كم بقي من وقت الثريا لمعرفتهم بأن الله تعالى قدَّر الإمطار في أوقات فيما جرّبوا، كما علموا أنه قدر الحر والبرد فيما جربوا في أوقات معروفة، ثم عِلْم النجوم مشهور وبعضه حسن مفيد لا بأس به، وإنما المنهي عنه من أنواعه وهو ما يدعيه المنجمون من علم الكائنات والحوادث التي لم تقع، وسيجيء في مستقبل الزمان وكمية أعمار الناس، وإضافة السعادة والشقاوة إليها، وأنهم يدركون ذلك بتسييرها واتصالات بعضها ببعض، وأن بعضها سعود وبعضها نحوس، فأما ما فيه من علم مسير الكواكب وطلوعها وغروبها في أوقاتها؛ واتصالها وافتراقها ومعرفة كسوفها وخسوفها؛ وكل ما يرجع إلى أمر حقيقي من حساب لا يمكن إنكاره ولا يجوز حجوده فذلك غير منهي عنه ولا مأمور باجتنابه، كيف وفيه من الاستدلال على أوقات الصلوات ومظان العبادات، ومعرفة القبلة والاهتداء بالطرقات وغير ذلك من المنافع والفوائد، ومن الاطلاع على كنه مقدورات الله -عز وجل- وعظم خلقه وسعة قدرته، فإنك إذا رأيت الشمس وهي في مرأى العين مقدار الترس، وقد قام الدليل الحسابي -الذي لا ينكر- أنها في قدر الأرض جميعها، بما فيها من الجبال، والأنهار، والبحار، والشجر، والعالم من الإنس والجن، والدواب مائة مرة وخمس وستون مرة تزايدت عظمة الله سبحانه عندك؛ وعلمت أنه القادر الذي لا يعجزه مقدور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015