وأما النسائي (?): فأخرجه عن محمود بن خالد، عن الوليد، عن عبد الله ابن العلاء، عن القاسم بن محمد "أنهم ذكروا غسل يوم الجمعة عند عائشة فقالت: إنما كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى به الناس، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أولاً يغتسلون".
وقد أخرج البخاري (?) ومسلم (?) نحو هذه الرواية أيضاً.
قوله: "عمال أنفسهم" تريد أنه لم يكن لهم غلمان يكفونهم للعمل فكانوا يباشرون أعمالهم بأنفسهم.
وقوله: "كانوا يروحون بهيآتهم" تريد يمضون إلى الجمعة بهيئتهم التي عليهم في العمل.
"والهيئة": الحال التي يكون الإنسان عليها.
وقوله: "لو اغتسلتم" من ألطف الخطاب وأجمله وذلك أنه أورده في معرض التعريض لا الأمر والحكم، وذلك أدعى إلى ميل النفوس وأسرعهم إلى قبوله.
"والمهنة": جمع ماهن وهو الخادم فمثل: كاتب وكتبة والمُهَّان كذلك مثل: كاتب وكُتَّاب.
"التفل": الرائحة الكريهة وهو في الأصل الذي لم يتطيب.
"والعالية": واحده العوالي وهي أماكن قريبة من المدينة.
"والرَّوح": (بفتح الراء) نسيم الريح.
"وسطعت الريح": إذا هبت هبوبًا تعريًا.
"والأرواح": جمع ريح، وقد يقال فيه: أرياح على غير قياس وقوله في رواية النسائي "إنما كان الناس يسكنون العالية يدل على أنهم لما ذكروا عندها