على الوجه، من عثر يعثر عثورًا.

وقال الأزهري: معناه: من بغى لها المكائد التي تعثر بها، كالعاثور الذي يحدُّ في الأرض فيتعثر به الإنسان إِذا مر به ليلًا وهو لا يشعر به.

قال: ويقال: وقع فلان في عاثور شر وعافور شر، إذا وقع في ورطة لم يحسبها ولا شعر بها.

وقد جاء في المسند: "أكبه الله" وإنما يقال: كبه بغير ألف، فإذا أدخل الألف صار الفعل قاصرًا بعد أن كان متعديًا، تقول: كببته فأكب هو، وهذا البناء من الأبنية الشاذة، أن يقال: أفعلت أنا ففعلت غيري، ومثله قشعب الريح السحاب فأقشع، وليس شيء من بناء أفعل مطاوعًا، وسيبويه يجعل أكب من باب أبغض. والكلام أي: دخل الكب وصار ذا كب، وكذلك اتسع السحاب أي: دخل في القشع، ومطاوع كب وانقشع: انكب وانقشع.

وقوله: "لمنخريه" أي: ألقاه على وجهه ورماه ملتقيًا وجه الأرض بمنخريه، وتخصيص المنخرين: جريًا على قولهم: رغم أنفه وأرغم الله أنفه أي: ألقاه في الرغام وهو التراب. وذلك أن الإنسان إذا سقط على وجهه فأول ما يلقى الأرض أنفه.

واللام في "لمنخريه" لام التخصيص، أي أن الكب لهما خاصة دون سائر أعضائه، والمراد كما قلنا: أنه من طلب لقريش المكائد نقلها الله إِليه وجعلها له، وعكس عليه غرضه.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن قتادة بن النعمان [وقع] (?) بقريش فكأنه نال منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مهلا يا قتادة، لا تشتم قريشًا فإنك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015