وهذا الحديث من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه بشر إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وكذلك كان لما هلك كسرى في زمان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وأخذت البلاد منه لم يعد يقوم لهم ملك، ودامت البلاد في أيدي المسلمين إلى الآن، وكذلك قيصر لما أخذت منه بلاد الشام وفلسطين ومصر والجزيرة وديار بكر وديار ربيعة؛ لم تعد إليه ولا قام للروم فيها ملك.
والكنوز: الأموال المدفونة المدخرة.
وسبيل الله -تعالى- يريد به: الجهاد واصطناع المعروف وأبواب البر، فكل ذلك في سبيل الله -تعالى-.
قال الشافعي -رضي الله عنه-: فالله -جل ثناؤه- هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
قال: وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فتح فارس والشام، فأغزى أبو بكر الشام على ثقة من فتحها لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففتح بعضها وتم بعضها في زمان عمر -رضي الله عنه- وفتح عمر -رضي الله عنه- العراق وفارس، فقد أظهر الله -جل ثناؤه- دينه الذي بعث به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأديان، لأنه أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل، وأظهره بأن جماع الشرك دينان: دين أهل الشرك، ودين الأميين، فقهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأميين حتى دانوا بالإسلام، وأعطى بعض الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه - صلى الله عليه وسلم - وهذا ظهوره على الدين كله.
قال: وقد يقال: ليظهرن الله دينه على الأديان حتى لا يدان الله إلا به وذلك متى شاء الله -تعالى-.
وكانت قريش تنتاب الشام انتيابًا كثيرًا، وكان كثير من معاشها منه، وتأتي العراق فيقال: لما دخلت في الإسلام ذكرت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق لأهل الإسلام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا هلك