وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مسلم بن خالد [عن] (¬1) ابن جريج، عن عمرو بن شعيب قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقيم الإبل على القرى أربعمائة دينار أو عدلها من الورق، ويقيمها على أثمان الإبل فإذا غلت رفع في قيمتها وإذا هانت نقص في ثمنها على أهل القرى الثمن ما كان.

هذا الحديث هكذا جاء في المسند مرسلاً، وقد أخرجه أبو داود والنسائي مرفوعًا.

فأما أبو داود (?) فقال: وجدت في كتابي عن شيبان -ولم أسمعه منه، فحدثناه أبو بكر- صاحب لنا ثقة- قال: حدثنا شيبان، عن محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم دية الخطأ على أهل القرى وذكر نحوه وزاد قال: وبلغت في [عهد] (3) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين أربعمائة دينار إلى ثمانمائة دينار أو عدلها من الورق ثمانية ألف درهم وذكر حديثًا طويلاً يتضمن أحكامًا كثيرة تتعلق بالديات.

وأما النسائي (?): فأخرجه عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن راشد بإسناد أبي داود وذكرا من حديثه.

عدل الشيء بكسر العين: مثله ونظيره، وقيل بالفتح أيضًا.

وهذا الحديث ذكره الشافعي في كتاب جراح الخطأ مستدلاً به على أن الأصل في الدية الإبل، وإنما يعدل إلى القيمة مع إعوازها، وأن تقدير ثمنها غير محصور في شيء بعينه، لأنه قال: إذا غلت زاد في ثمنها، وقد صرح بذلك أبو داود والنسائي في روايتهما أنها بلغت أثمانها في ثمانمائة دينار.

وأخرج المزني (?) قال: حدثني الشافعي قال: سمعت عبد الوهاب الثقفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015