تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ...} (?) الآيات.

فخيرهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاخترنه، فلم يكن الخيار إذا اخترنه طلاقًا, ولم يجب عليه أن يحدث لهن طلاقًا [وكان تخيير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إن شاء الله- كما أمر الله، إن أردن الحياة الدنيا وزينتها ولم يخترنه، وأحدث لهن طلاقًا لا يجعل الطلاق إليهن، لقول الله عز وجل: {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} (?) أحدث لكن إذا اخترتن الحياة الدنيا وزينتها متاعًا وسراحًا] (?) فلما اخترنه لم يوجب ذلك عليه أن يحدث لهن طلاقًا ولا متاعًا.

فأما قول عائشة -رضي الله عنها- "قد خيرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاخترناه، أفكان ذلك طلاقًا؟ " يعني -والله أعلم-: لم يوجب ذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحدث لنا طلاقًا.

وإذا فُرِضَ على النبي - صلى الله عليه وسلم - إن اخترن الحياة الدنيا؛ أن يُمَتَّعْنَ، فاخترن الله ورسوله، فلم يطلق واحدة منهن، فكل من خير امرأته فلم تختر الطلاق فلا طلاق عليها، وكذلك كل من خير نساءه فليس الخيار بطلاق حتى تطلق المخيرة نفسها.

قال الشافعي -رضي الله عنه- حدثني الثقة، عن ابن أبي خالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: "قد خيرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أفكان طلاقًا؟! ".

وقال الشافعي: وأنزل الله تبارك وتعالى عليه: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} (?) الآية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015