يحيى بن يحيى، عن هشيم، عن يحيى بن سعيد.

وأما أبو داود فأخرجه (?) عن القعنبي، عن مالك، وأما مالك فأخرج (?) إسنادًا ولفظًا.

"الجولة" المرة الواحدة، تقول: جال في الحرب يجول جولًا وجولانًا إذا حمل على خصمه، وأصْله من الحركة.

وقوله: "قد علا رجلاً من المسلمين" أي ركبه وتمكن منه واستولى عليه.

و"حبل العاتق" عصبه.

وقوله: "وجدت منها ريح الموت" وهذا من الاستعارات الحسنة أن يجعل للموت ريحًا فيشمها؛ لأن ريح الشيء يصل إلى الإنسان قبل أن يصل الشيء إليه.

و"السَّلَب" الشيء المسلوب المنهوب، تقول: سَلَبْتُ [الشيء] (?) أسلُبه سَلْبًا، وسَلَبًا أيضًا فَعَلٌ بمعنى مفعول.

وقوله: "من يشهد لي" إنما هذا القول منه لنفسه، أي أنه لما سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل قتيلًا له عليه بينة فله سلبه" قام ثم قال لنفسه: من يشهد لي؟ لأنه كان الناس في حالة قتله إياه مشغولين عنه بما دهمهم من الهزيمة، فما كان يظن أن أحدًا قد رآه ذلك الوقت حتى يشهد له، ويجوز أن يكون قال ذلك القول ظاهرًا للحاضرين من المسلمين أي: من يشهد لي منكم، ويعضد الأولى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - له: "مالك يا أبا قتادة؟ " فلو كان قاله ظاهرًا لما سأله عن حاله.

وقوله: "فأرضه عني" أي أعطه ما يرضيه عني إما من عندك أو ببعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015