الفصل الرابع
في الاضطباع والرَمَل
أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سعيد، عن ابن جريج، عن [بن] (?) أبي مليكة "أن عمر بن الخطاب استلم الركن ليسعى ثم قال: لمن نبدي الآن مناكبنا ومن نرائي فقد أظهر الله الإِسلام، والله على ذلك لأسعين كما سعى".
هذا الحديث قد أخرجه أبو داود (?): عن أحمد بن حنبل، عن عبد الملك بن عمرو، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب [يقول] (?): قيم الَرمَلان والكشف عن المناكب وقد أطَّأ الله -عز وجل- الإِسلام، ونفى الكفر واهله، لكن مع ذلك لا ندع شيئًا كنا نفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
يريد بالسعى في هذا الحديث: الرمل في الطواف، لأن السعي فوق المشي ودون العدو.
والإبداء: الإظهار، والكشف ضد الخفاء.
والمناكب: جمع منكب وهو ما بين الكتفين.
ويرائي: تفاعل من الرياء وهو أن يفعل الشيء ويقوله ظاهرًا وباطنه بخلافه، تقول منه راءى يرائي فهو مراءٍ، وقوم مراؤن والاسم الرياء، ويقال: فعل ذلك رياء وسمعة أي ليرى ويسمع فيحمد عليه لا لأنه يؤثره بباطنه.
وقوله: "فقد أظهر الله الإِسلام" يريد أعزه وبسط كلمته ونشر دعوته في