وكثيرًا ما كان الجم الأول من الأئمة يطلقون ذلك في ألفاظهم، ويعلم مقصودهم من قرائن الأحوال، ومدار الكلام.

وأخبرنا الشافعي (رضي الله عنه): أخبرنا ابن عيينة أنه سمع عبيد الله بن أبي يزيد يقول: سمعت ابن عباس يقول: "ما علمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صام يومًا يتحرى صيامه على الأيام إلا هذا اليوم -يعني عاشوراء-".

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم والنسائي.

أما البخاري (?): فأخرجه عن عبيد الله بن موسى، عن ابن عيينة بالإسناد وزاد في آخره "وهذا الشهر -يعني شهر رمضان".

وأما مسلم (?): فأخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، عن سفيان وزاد زيادة البخاري، وقال في أول حديثه "أنه سمع ابن عباس وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: ما علمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكره.

وأما النسائي (?): فأخرجه عن قتيبة، عن سفيان مثل مسلم.

التحري: القصد، تحريت أتحرى تحريًا إذا طلبت ما هو أحرى بالاستعمال وأولى، وهذا لفضل يوم عاشوراء لأنه قد تحرى صومه دون غيره من الأيام، وقد ورد في فضل يوم عاشوراء وصومه أحاديث كثيرة.

قال الشافعي -لما أورد هذه الأحاديث المذكورة في كتاب اختلاف الحديث (?) -: وليس من هذه الأحاديث شيء مختلف عندنا -والله أعلم- إلا شيئًا ذكره في حديث عائشة، وهو مما وصفت من الأحاديث التي يأتي منها المحدت ببعض دون بعض، فحديث ابن أبي ذئب عن عائشة لو انفرد كان ظاهره أن عاشوراء كان فرضاً؛ فذكر هشام، عن أبيه، عن عائشة أن النبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015