وقيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بهذا المحجوم مساء، فقال: "أفطر الحاجم والمحجوم"، كأنه عذرهما بهذا [القول] (?) إذ كان قد أمسيا ودخلا [في وقت] (?) الإفطار، كما يقال: أصبح الرجل وأمسى إذا دخل في وقت الصباح والمساء.

وقال بعضهم: هذا على التغليظ لهما والدعاء عليهما، كقوله: من صام الدهر لا صام ولا أفطر، فيكون المعنى دعاء عليهما أي بطل آجر صومهما، فكأنما صارا مفطرين غير صائمين، ويكون سبب الدعاء تعرضهما لما يؤدي إلى الإفطار.

وقيل معناه: جاز لهما أن يفطرا، كقولك: حصد (?) الزرع، أي حان له أن يحصد، ويكون ذلك عذرًا لهما في الإفطار، أما المحجوم: فحاجته إلى الحجامة، وأما الحاجم: فلأخذه ضواره (?) إلى أن يحجم أخاه المسلم ويدفع عنه الأذى.

وهذه أقوال كما تراها وبحالها نقلناها.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان، عن [يزيد] (?) بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم محرمًا صائمًا".

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه الجماعة إلا الموطأ.

أما البخاري (?): فأخرجه عن علي بن عبد الله، عن سفيان، عن عمرو،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015