وصله. وإنما يريد -والله أعلم- الرواية التي وصلها مسلم عن [عمر] (?) بن أبي سلمة، ويكون قوله: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكأنه قد سأله هو ليوافق الرواية [الموصولة] (?) والرواية المرسلة.

قال البيهقي: وفي ذلك نظر لأن الرواية الموصولة هي عن عمر بن أبي سلمة، وهو ربيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن أم سلمة، وعمر لم يكن يومئذ من الرجال الذين يسألون عن قبلة الصائم، ولا كان له يومئذ زوجة فإنه كان صبيًا, لأن مولده كان في السنة الثانية من الهجرة وولد بأرض الحبشة، وقيل: إن عمره كان يوم قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين، وليس من أقدار الرجال المتأهلين، والرواية المرسلة يذكر فيها أنه أرسل امرأته تسأل، وما أرى الجمع بين الروايتين إلا فيه بعد، وحديث عمر بن أبي سلمة صحيح لا شك فيه، ولا حاجة إلى أن يجعل الحديثين واحدًا بل يجعلان حديثين والله أعلم.

والوجد: الحزن، تقول: وجد يجد وجدًا.

وقوله: "فزادة ذلك شرا" يريد غمًا وحزنًا لأنه كان يظن أن أمثال هذه الأشياء تحل للنبي - صلى الله عليه وسلم - دون أمته، قياسًا على ما أحل الله -عز وجل- له من أشياء لم يحلها لأمته.

وانظر إلى قول أم سلمة للمرأة في جواب سؤالها: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعله ولم تقل لها إن ذلك جائز؛ ليكون جوابها آكد في قبولها له وأبت عندها، وأن للمسلمين في الاقتداء بفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة، وفي ذلك من مزية الاستدلال وفضيلة الفهم والمعرفة ما لا خفاء به، ثم لما قالته للنبي - صلى الله عليه وسلم - كيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015