فللتخفيف عن أرباب المال، وأما من جانب أرباب المال فيكون طهرة لربها، فإذا لم يكن قلبه بها طيبًا، ولا نفسه بها سمحة سهلة، ولا ببذل الجيد فلم يحصل ولا انتفى عنه الوصف الذي شرعت الزكاة له، وهو البخل والشح من جانب رب المال، والنظر في حق الفقير من جانب الشارع -صلوات الله عليه وسلامه.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي، قال: "استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من بني الأسد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة، فلما قدم قال هذا لكم، وهذ أهدي لي، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فقال: "ما بال العامل نبعثه على بعض أعمالنا فيقول: هذا لكم، وهذا لي، فهلا جلس في بيته وبيت أمه فينظر أيهدى إليه أم لا، والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحد منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر" ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه، ثم قال "اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت".
وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حميد الساعدي قال: "أبصر عيني وسمع أذني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واسألوا زيد بن ثابت" -يعني بمثله- وفي نسخة "بصر عيني".
هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
فأما البخاري (?): فأخرجه عن أبي اليمان، عن شعيب، عن هشام.
وعن عبد الله بن محمد وعلي بن عبد الله عن الزهري، عن عروة بالإسناد نحوه.
وأما مسلم (?): فأخرجه عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن هشام