الداعية مرشد إلى الخير، وموجه نحو الهدى، وكل هدفه أن يعرف الناس بربهم الخالق؛ ليفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة.
وعليه هو أولا أن يمتن صلته بالله في يقين وقوة، ويجعل إيمانه قائما على تفرغ القلب الكامل لمولاه، والارتباط المطلق به، والتوكل الراسخ عليه، والتسليم التام كل ما يأتي به من غير ارتياب -أو حرج- لتكون الدعوة بذلك نابعة من قوله وفعله، ,كل ذلك سهل ميسور.
إن معرفة الله يلمسها من القرآن الكريم، كتاب الدعوة الذي هو دستوره وهاديه، ومن آياته يعلم أن الله واحد، منزه عن الشريك في ذاته وصفاته وأفعاله.
وآيات القرآن واضحة في مفهومها ودلالاتها، انظر قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ} 1.
تراها قد صرحت بوحدانية الله من غير غموض، بل إن القرآن يدافع عن هذه الوحدانية فيدعو إلى ترك ما عداها فيقول: {لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} 2، ويتجه بالدليل العقلي لمن يريده فيقول: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} 3.