2- أوضاع الرومان الاجتماعية والسياسية والأخلاقية:
كان لكل إقليم في الدولة الرومانية بشطريها أوضاع اجتماعية مغايرة لسواها ونظم سياسية تختلف عن غيرها.
فالرومان في دولتهم الشرقية أو الغربية كانوا يعرفون منهج الدولة المنظَّمة، إلا أنهم عاشوا تحت وطأة ظلم بغيض، وطبقية باغية، وكان عامة الشعب عبيدا وخدما للطبقة العليا المتمتعة بكل شيء.
ففي الدولة الرومانية الغربية قامت دويلات عدة، تكونت من القبائل الجرمانية التي نزلت من الشمال في موجات غازية، وكوَّنوا طبقة السلطة، ففي أسبانيا قامت دولة القوط الغربيين التي أسسها الملك "واليا".
وفي إفريقيا قامت دولة "الوندال" بعد انتزاعها من الرومان بالقوة، وتمكن القوط الغربيون من تأسيس مملكة لهم في إيطاليا، وتدعمت في غاليا "فرنسا" مملكة يحكمها الفرنجة البحريون، وبقيام الممالك المذكورة تصدعت الدولة الرومانية الغربية عمليا1، ومع بداية القرن السادس الميلادي تم استقرار هذه الممالك الجديدة في مواطنها من المدة ما بين سنة 415م إلى سنة 507م.
وكان حكم هذه الممالك وراثيا في القبائل الجرمانية، وقد تشبه أمراء هذه الدول بأباطرة الشرق، وحوَّلوا المجتمع إلى طبقات، وكانت طبقة الحكم هم الجرمان والعسكريون؛ حيث تتمتع بكل شيء في الدولة، ولا يقرب منها إلا طبقة صغار الملاك والحرفيين والتجار، أما عامة الشعب فهم الطبقة الدنيا حيث العبيد والأُجَراء والفلاحين والخدم.