3- أوضاع العرب الدينية:
يشير ذلك الحشد الهائل للأصنام التي شيدها العرب وأقاموها حول الكعبة وفي جوفها إلى وجود عقيدة دينية، وانتشار أفكار مقدسة عند العرب جميعا، فلقد وُجد يوم فتح مكة حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما1.
يمثل هذا العدد بكثرته آلهة القرشيين الثابتة عند الكعبة وفي جوفها؛ حيث كان يأتيها أصحابها للطواف حولها بين الحين والحين، وكانت كل قبيلة تعرف صنمها الذي تعبده عند الكعبة، أما ما وراء هذا العدد فهو كثير بعضه أقيم في البيت وبعضه في مكان العمل، والبعض الآخر ينتقل مع قوافل السفر، وكان لأهل كل بيت صنم يعبدونه2 وينحتون على صورته أصناما صغيرة يصطحبونها معهم في الرحلة والسفر، ويلازمونها حتى يعودوا إلى مكة3.
وقد اشتهر العرب بتقديسهم لما اتخذ من حجر، أيا كان شكله، فمنهم من اتخذ بيتا، ومنهم من اتخذ صنما، ومن كان يعجز منهم على بناء البيت واتخاذ الصنم ينصب حجرا في مكان يستحسنه، ثم يطوف به ويسميه النُّصُب4، ومن بيوت العرب المقدسة "يرئام" وكان بيتا لأهل اليمن يعظمونه وينحرون عنده5، ومنها "رضاء" وكان بيتا لبني ربيعة بن كعب6.
ومن أصنامهم "هبل" وهو أول صنم أقيم في الكعبة بعد أن أحضره عمرو