لي إذا رآه: "يا أبا عمير، ما فعل النغير؟! "1.
وإلى جانب صفاته في الرفق والتواضع والمزاح، فهو موصوف بالشجاعة في السلم والحرب، وشجاعته صلى الله عليه وسلم في الحرب معروفة، أما في السلم فنذكر منها قصة الفزع الذي أصاب أهل المدينة ذات ليلة، فخرجوا نحو الصوت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سبقهم إليه، وتلقاهم راجعا، وهو على فرس لأبي طلحة عري، وفي عنقه السيف، وهو يهدئ ثائرتهم ويقول: "لم تراعوا، لم تراعوا، ما رأينا من شيء" 2.
وكان من خلقه صلى الله عليه وسلم حسن التعامل، وحسن القضاء، فقد استقرض من رجل سنا من الإبل، فجاءه يتقاضاه، فقال: "أعطوه"، فطلبوا سنه، فلم يجدوا له إلا سنا فوقها، فقال: "أعطوه"، حتى قال الرجل: أوفيتني أوفى الله بك، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "إن خياركم أحسنكم قضاء" 3.
وفي رواية: إن ذلك لرجل أغلظ للنبي صلى الله عليه وسلم القول، فهَمَّ به أصحابه فقال لهم: "إن لصحاب الحق مقالا"، ثم قال لهم: "اشتروا له سنا، فأعطوه إياه"، فقالوا: إنا لا نجد إلا سنا هو خير من سنه، قال: "اشتروه وأعطوه إياه، فإن خيركم أحسنكم قضاء" 4.
ومن صفاته: الجود والكرم، فهو أجود الناس5، وما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا6؛ ولهذا غضب الصحابة رضوان الله عليهم من ذلك الرجل الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسوه البردة التي أهدتها إليه امرأة