مفهوم القرآن الكريم.

والرسول صلى الله عليه وسلم بُعث للدعوة، فهي مسئوليته ووظيفته، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} 1، ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا، وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} 2.

هذا التزاوج الواضح بين القرآن الكريم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الدعوة، وكذا الصلة الوثيقة بينهما، فالقرآن الكريم دعوة تعليمية توجيهية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة تطبيقية عملية، وبهذا التلاقي تحققت المثالية الإسلامية في مجال الواقع، والتقت الفطرة البشرية مع الوحي الإلهي العظيم، وتجسدت في رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جعل القرآن تطبيقا عمليا في خُلُقه وسلوكه.

يروي مسلم بسنده عن سعد بن هشام قال: "قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت: ألست تقرأ القرآن؟

قلت: بلى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015