يجدي أن نظل نحن متسامحين مع قوم يكنون لنا كل الكره والعداء والاحتقار والازدراء، وكل هذا يعلمونه لأولادهم في مدارسهم وجامعاتهم، ليشبوا على كرهنا واحتقارنا، وبهذه المناسبة كتبت أستاذة مصرية تعمل في جامعة جنيف بسويسرا مقالا حديثا في جريدة الأهرام القاهرية عن صورة الإسلام في المناهج الدراسية في الغرب سأنقله هنا كاملا؛ لأنه مهم جدّا، ويغني عن كل تعليق؛ لأنه شهادة أستاذة جامعية تعيش في الغرب وبين أهله، وتحس بشكل مباشر بما يكنونه لنا في قرارة نفوسهم، تقول الأستاذة الدكتورة فوزية العشماوي (?) : «إن قضية صورة الإسلام في المناهج الدراسية في الدول الأوربية والأمريكية من أهم القضايا التي يجب أن يوليها القائمون على التربية والتعليم في الدول العربية والإسلامية اهتمامهم، إذا رغبنا في التعايش السلمي، والرغبة الحقيقية في أن يسود العالم سلام شامل وعادل، وعلينا أن نعيد قراءة كتب التاريخ المدرسية، خاصة إعادة قراءة ما سطره الغربيون في كتب التاريخ المدرسية عن الإسلام والمسلمين، بهدف تقليل الاختلاف والحد من التناقضات التى تعرقل الحوار بين الشمال والجنوب، فيجب أن نستخرج من المناهج الدراسية كل الأنماط الثابتة، أي: الأنماط الذهنية المتكونة عن المسلمين في الوعي الأوربي والصورة التي يتم تكرارها بأسلوب سلبي كلما جاء ذكر المسلمين، وكذلك الأحكام التقديرية المسبقة، التي تعكس وجهة نظر متعنتة تجاه الإسلام، وتبرز مدى تحيز مؤلفي تلك المناهج التاريخية وفقدانهم لروح الموضوعية.
وسنقدم بعض الاقتراحات لإعادة صياغة المناهج الدراسية بهدف تصحيح الأفكار المسبقة والمعتقدات الخاطئة المتوارثة، وذلك في سبيل تحقيق مفهوم أفضل عن الآخر، وتعريف أفضل بالتاريخ الإسلامي الصحيح.
أوربا محور العالم: حين نستعرض كتب التاريخ المدرسية الغربية، ونقوم بتحليل ما تذكره عن الإسلام، وعن العالم الإسلامي، نجد أن الصفحات المخصصة لعرض كل ما يتعلق بالإسلام لا تزيد عن عشر صفحات من إجمالي كتاب التاريخ، الذي يتراوح عدد صفحاته في الغالب ما بين 200، 300 صفحة، أي النسبة لا تزيد عن 3 من المقرر الدراسي، وهي نسبة ضئيلة جدّا بالمقارنة بباقي المقرر، أي:
بنسبة 97 المخصصة لتاريخ أوربا وأمريكا، وفي الغالب يكون الفصل المخصص للعالم الإسلامي مندرجا في إطار بلاد العالم الثالث، سواء من الناحية الجغرافية،