دائما، وفي كل شيء ووقت وظرف، خير قدوة وأسوة لأشدهم وأقواهم، فكان يغمرهم بمحبته ويرفع من هممهم ونفسياتهم ويبعث فيهم روحا متفتحة مقبلة. وكانوا هم يقتدونه ويحبونه ويتبعونه ويفتدونه ويؤثرونه ويطيعونه، ويسرعون متسابقين لطاعته.

* حبّ متوارث طهور:

هذا الحب والتضحية والالتزام ورّثه الصحابة الكرام لمن بعدهم. فلقد قال محمد بن كعب القرظي (?) : إن رجلا من أهل الكوفة قال لحذيفة بن اليمان (?) : يا أبا عبد الله أرأيتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحبتموه؟ قال: نعم يا بن أخي. قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد، قال:

فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا! (?) .

فكيف لا يفعل المسلمون ذلك وأكثر منه. إنه الحب العميق الذي لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015