أحبّ أن أخرج إليكم، وأنا سليم الصدر» (?) .

وكان لهم أبا رحيما، وأصبح المسلمون كلّهم له عيالا، يحنو عليهم حنوّ المرضعات على الفطيم، لا شأن له بما متّعهم الله به من مال، ووسّع لهم في الرّزق.

أمّا ديونهم، وما يثقل كواهلهم، فكان يستقلّ به، ويقول: «من ترك مالا فلورثته، ومن ترك كلّا فإلينا» (?) .

وفي رواية أنّه قال: «ما من مؤمن إلّا وأنا أولى به في الدّنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فأيّما مؤمن مات، وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينا أو ضياعا، فليأت مولاه» (?) .

اعتدال الفطرة وسلامة الذوق:

وقد خلقه الله في أتمّ خلق وخلق، وإليه المنتهى- عبر القرون والأجيال- في اعتدال الفطرة، وسلامة الذّوق، ورقّة الشعور، والسّداد، والاقتصاد، والبعد عن الإفراط والتفريط، تقول عائشة- رضي الله عنها-: «ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين قطّ إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015