وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» (?) .

آخر نظرة إلى المسلمين وهم صفوف في الصلاة:

وكان أبو بكر يصلّي بالمسلمين، حتّى إذا كان يوم الإثنين، وهم صفوف في صلاة الفجر، كشف النّبيّ صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة، ينظر إلى المسلمين، وهم وقوف أمام ربّهم، ورأى كيف أثمر غرس دعوته وجهاده، وكيف نشأت أمّة تحافظ على الصلاة، وتواظب عليها بحضرة نبيّها وغيبته، وقد قرّت عينه بهذا المنظر البهيج، وبهذا النجاح الذي لم يقدّر لنبيّ أو داع قبله، واطمأنّ إلى أنّ صلة هذه الأمّة بهذا الدين وعبادة الله تعالى، صلة دائمة، لا تقطعها وفاة نبيّها، فملىء من السرور ما الله به عليم، واستنار وجهه وهو منير، يقول الصحابة- رضي الله عنهم-:

كشف النّبيّ صلى الله عليه وسلم ستر حجرة عائشة، ينظر إلينا وهو قائم، كأنّ وجهه ورقة مصحف، ثمّ تبسّم يضحك، فهممنا أن نفتتن من الفرح، وظننّا أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا أن أتمّوا صلاتكم، وأرخى الستر وتوفّي من يومه صلى الله عليه وسلم (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015