وعشت فيه، أقرأ كتب السيرة والحديث، وكل ما أستعين به في هذا الموضوع من القديم والحديث، وبدأت أكتب معتمدا على أصحّ ما كتب وألّف في هذا الموضوع، واستعنت بما كتب في هذا الموضوع في العصر القديم والعصر الحديث، وبالمراجع الأجنبية التي توضح الكثير من السيرة، والتاريخ المعاصر، وتلقي ضوءا على الحكومات والمجتمعات المعاصرة (?) .

وحاولت أن يجمع الكتاب بين الجانب العلمي وبين الجانب التربوي البلاغي، لا يطغى أحدهما على الآخر، وأن يشتمل على أكبر مقدار من القطع النابضة الدافقة بالحيوية والتأثير، الآسرة للقلوب والنفوس التي لا يوجد نظيرها في سيرة إنسان ولا في تاريخ فرد أو جيل، أو دعوة أو دين، وذلك كله من غير تنميق أو تلوين، أو تحبير أو تحسين، فجمال الطبيعة والحقيقة لا يحتاج إلى تجميلات خارجية، أو تزيينات صناعية.

وكان هذا الكتاب شغلي الشاغل ما بين شوال 1395 هـ وشوال 1396 هـ (أكتوبر 1975 م- أكتوبر 1976 م) لم أشتغل بغير هذا الموضوع إلا اضطرارا، تتخلّل ذلك فترات قليلة من المرض ورحلات طويلة في الشّرق والغرب، حتى يسّر الله إتمامه في غرة شوال سنة 1396 هـ، وها هو الآن بين يدي القراء.

وأرى لزاما عليّ أن أشكر صديقين فاضلين لقيت منهما مساعدة كبيرة في تأليف هذا الكتاب، وهما فضيلة الشيخ برهان الدين السّنبهلي- أستاذ الحديث والتفسير في دار العلوم ندوة العلماء- وقد أعانني في تخريج الأحاديث والبحث عنها، والتحقيق في بعض ما جاء في كتب السيرة، جزاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015