والنهار وما حفظ ونقل من جوامع الكلم، وما أثر عن الوصافين الحاذقين من أصحابه وأهل بيته في صفته التي لم تحفظ كتب الآداب والتاريخ والأنساب، صفة أكثر منها دقة، وأعظم منها استيعابا للملامح البشرية والدقائق الخلقية (?) .

ولذلك لم يكن الأمر في تأليف السيرة النبوية من الصعوبة والغموض، والافتراض والقياس، كما هو في سير العظماء الأبطال، وأنّ سيرته صلى الله عليه وسلم أكمل السّير كما كانت أجملها، وهي مؤسّسة على نصوص قرآنية ووثائق تاريخية ودقائق في الخلق والخلق، وتفاصيل في العادات والعبادات، والأخلاق والمعاملات، لا يتصوّر فوق ذلك، وهي أقرب إلى الحقيقة والواقع، قربا لا يتصوّر فوقه، ولا يطمع في أكثر منه، بعد أن مضى على هذه الحياة الطيبة الكريمة مدة طويلة.

ولكن رغم وجود هذا الفارق الكبير بين سيرته صلى الله عليه وسلم وبين سير العظماء بل وبين سير الأنبياء، ورغم دقّتها التي لا دقّة فوقها، وشمولها الذي لا شمول فوقه، لا بدّ من الاعتراف بأن تصوير حياته وأخلاقه، واستيعاب المعجزات التي اشتملت عليها سيرته ودعوته وحياته الانفرادية والاجتماعية، ومعاملته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015