صلى الله عليه وسلم يسأله التخفيف، حتى جعلها الله خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، من أدّاهنّ إيمانا واحتسابا كان له أجر خمسين صلاة (?) .
وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم على قبائل العرب، يدعوهم إلى الإسلام، وإلى أن يمنعوه من الأعداء، ويقول: يا بني فلان! إنّي رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا به، وتصدّقوا به، وتمنعوني حتّى أبين عن الله ما بعثني به.
فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله، قام أبو لهب، فقال: يا بني فلان! إنّ هذا إنما يدعوكم أن تسلخوا اللّات والعزّى من أعناقكم، وحلفائكم من الجنّ، إلى ما جاء به من البدعة والضّلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه (?) .
وكان الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الإسلام مفروشا بالأشواك، محفوفا بالمخاوف والأخطار، لا يهتدي إليه الباحث عن الحقّ إلا إذا خاطر بنفسه، وجازف بحياته، يدلّ على ذلك ما حكاه ابن عباس- رضي الله