ثمّ أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى «1» ، ومنه إلى ما شاء الله من القرب والدنوّ، والسير في السموات، ومشاهدة الآيات، والاجتماع بالأنبياء:
ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (17) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى «2» [النجم: 17- 18] .
فكانت ضيافة كريمة من الله، وتسلية وجبرا للخاطر، وتعويضا عما لقيه في الطائف من الذلّة والهوان، والجفاء والنكران.
فلمّا أصبح غدا على قريش، فأخبرهم الخبر، فأنكروا ذلك، واستعظموه وكذّبوه، واستهزؤوا به، وأمّا أبو بكر فقال: والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجبكم من ذلك؟ فو الله إنّه ليخبرني أنّ الخبر يأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار، فأصدقه، فهذا أبعد ممّا تعجبون منه «3» .