ولمّا مات أبو طالب نال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش من الأذى ما لم تكن تطمع فيه قريش، في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش، فنثر على رأسه ترابا.
ولمّا اشتدّ أذى قريش، وانصرافهم عن الإسلام، وزهدهم فيه، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطّائف، يلتمس النصرة من ثقيف وأن يدخلوا في الإسلام، وكان له أمل في أهل الطائف (?) ، ولا غرابة في ذلك فإنّه رضع في بني سعد وهم بمقربة من الطائف وفيهم مراضعه وحواضنه.
ولمّا كانت مدينة الطّائف هي المدينة الثالثة الكبيرة (بعد مكة ويثرب) التي سعدت بقدوم النبيّ صلى الله عليه وسلم إليها، وقد كانت هذه الرحلة في سبيل الدعوة حدثا كبيرا، ليس في السيرة النبوية وحدها بل في تاريخ النبوات والدعوات وقد قصدها مرّتين، الأولى في شوّال في السنة العاشرة بعد البعثة، والثانية في شوال في السنة الثامنة بعد الهجرة- استحقّت- أكثر من مدينة أخرى في الجزيرة- أن تلقى عليها بعض الأضواء لتعرف مكانتها التاريخيّة والجغرافيّة والاجتماعيّة، وإلى القارىء بعض المعلومات عنها:
تقع مدينة الطائف على مسافة خمسة وسبعين ميلا تقريبا إلى الجنوب